الجزئية ، إلّا أنه بسبب وقوعه في سلسلة الأعمال الخاطئة والفاسدة ، فان تلك الأعمال سوف تغطي على حسنات هذا العمل الجزئي ، كما أنه لو كانت مجمل أعمال الفرد أو المجتمع صحيحة فان هفواته الجزئية تغفر له ، لأن الحسنات يذهبن السيئات.
بينات من الآيات :
طريق الانحدار :
[١٤٦] كما السيارة إذا وضعت في طريق منحرف تعمل كل أجزائها في ذلك المسير وبصورة منحرفة ، حتى إذا كانت سليمة بحد ذاتها وغير معطبة ، كذلك المجتمع إذا توجه نحو تطلعات خاطئة ، فان كل أعضائه تعمل في ذلك الطريق وبصورة خاطئة.
التطلع السليم للمجتمع هو بناء ذاته ، والتعاون على الخير مع سائر المجتمعات ، أما إذا تكبر في الأرض ، وتطلع نحو استعباد الآخرين واستثمار طاقاتهم ، فانه ليس فقط ينحرف في هذه الجهة ، وفيما يخص علاقاته بالآخرين فحسب ، بل سوف ينحرف بكل أبعاده حتى فيما يتصل بعلاقاته الداخلية ، ذلك لأن الله لم يجعل في جوف الناس قلبين ، إنما هو قلب واحد فاذا كان متكبرا باحثا عن المجد الذاتي ، متخذا نفسه وليس الحق محورا ومعيارا ، فان كل تصرفاته ستكون مصبوغة بصبغة التكبر.
لذلك لا يكون الفرد مؤمنا وعاملا بآيات الله ورسالاته إذا تطلع نحو استعباد الآخرين ، وتكبر في الأرض بغير الحق ، وأراد أن يتعالى بما لا يحق له.
(سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)