يبدو لي : أن كلمة الآيات هنا تعني الآيات التشريعية حسب السياق ، حيث كان الحديث في الآية السابقة حول رسالات الله وكلامه.
(وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها)
والآية هنا ـ حسبما يبدو لي ـ تعني الآية التكوينية مثل المعاجز ، وعبر التاريخ ، والتطورات التي تبيّن الحقائق وهكذا لان القلب المتكبر لا يبحث عن الحقيقة ، بل عما يخدم ذاته ، ويشبع غروره ، ولذلك فهو لا يلتفت الى الحقائق ولا يهتم أو يؤمن بها حتى إذا رآها رأي العين ، وهو كذلك لا يبحث عن الطريق السديد لأنه قد انحرف بوعي وإصرار.
(وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً)
إنهم منحرفون ولذلك فهم يبحثون عما هو منحرف.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ)
إن تكذيبهم الأول بآيات الله جعلهم ينصرفون عن الحقائق ، ويغفلون عن أهمية الآيات التشريعية ، إن البشر ينحرف أول ما ينحرف بسبب اختياره السيء ، ولكنه ينحدر بعدئذ نحو الكفر والجحود بصورة أقرب الى اللااختيار ..
العاقبة في الحقل العملي :
[١٤٧] تلك كانت عاقبة المتكبرين الفكرية : أنهم لا يهتدون الى الحقيقة لا عن طريق رسالات الله التي يصرفون عنها ، ولا عن طريق الحقائق والعبر الواقعية ، أما عاقبة المتكبرين العملية فهي : أن أعمالهم الصالحة تحبط بسبب أعمالهم السيّئة ، والتي تكوّن استراتيجيتهم الأصلية دون تلك.