ان الهدى الذي كان في كتاب الله لموسى كان يدعو البشر الى الالتزام بالخط المستقيم بين حاجات الدنيا وتطلعات الآخرة ، لذلك دعا موسى (عليه السلام) بأن يكتب الله لهم الحياة الحسنة في الدنيا والآخرة. وهذا لا يكون الا بالتوجه الى الله ، وربنا الكريم بيّن له أن عذابه انما هو من نصيب من يشاء ، واما رحمته فهي واسعة ، وهي للذين يتقون ويزكون أنفسهم ويؤمنون بآيات الله.
بينات من الآيات :
حكمة الغضب :
[١٥٤] يصور القرآن الحكيم النبي موسى (عليه السلام) عبر آياته العديدة شخصية سريعة الغضب ، مما يطرح هذا السؤال : هل كان موسى فعلا كذلك أم ان ظروفه كانت تستدعي ذلك؟ بحيث لو وضعنا أيوب مثل الصبر والهدوء في مكانه لكان يفعل ذلك أيضا؟
الواقع : ان بني إسرائيل كانت امة مستضعفة اعتادت الذل والهوان ، وكانت بالرغم من ذلك شديدة العلاقة بموسى باعتباره منقذا لها ، لذلك كانت هذه الامة بحاجة ماسة الى التدخل المباشر من قبل موسى في شؤونها اليومية ، والتدخل المباشر لم يكن ممكنا بصورة هادئة ، انما بطريقة تثير دخائل وأعماق هذه الامة التي اعتادت الصياح والزجر.
من هنا نعرف أن غضب موسى (ع) كان يسكت كلّما كانت الظروف العادية ترجع الى الامة ، باعتبار ان غضبه ليس لنفسه وانما لرسالته ولله.
(وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ)
ويبدو لي أن غضب موسى لم يسكت عنه الا بعد تصفية العناصر الخائنة ، وقتل