أعداد كبيرة منهم ، وقبول توبة البقية ، بعدئذ أخذ موسى عليه السلام يخطط لبناء مجتمع سليم.
(أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ)
ان التخطيط للحياة الاسلامية في المجتمع انما يكون بعد إرساء قاعدة التوحيد في النفوس ، لذلك أخذ موسى (عليه السلام) يشرح ما في الألواح للجماهير بعد انتهائه من تصفية العناصر الخائنة ، وكانت الألواح تهدي الناس الى طريق رحمة الله ونعمته ، ولكن هذه النعمة ليست الّا للمتقين.
(لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)
كيف نصفيّ الشوائب :
[١٥٥] ولا تزال في نفوس بني إسرائيل بعض الرواسب الجاهلية ، لذلك قام موسى (عليه السلام) بعملية جديدة من أجل ترسيخ دعائم التوحيد في النفوس ، وذلك حين اختار سبعين شخصا من قومه ليرافقوه في مناجاته بطور سيناء ، وكان هؤلاء يمثلون الشعب ، وينقلون طلباته لله سبحانه ، فجاء هؤلاء وطلبوا رؤية الله جهرة ، فاخذتهم الصاعقة فقضت عليهم ، الا أن موسى (عليه السلام) دعا ربه بإعادتهم الى الحياة.
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا)
حيث طلبوا من هؤلاء السبعين رؤية الله فنقل هؤلاء طلب السفهاء الى الله ، أجل .. كانت تلك فتنة امتحن الله بها عباده ، فمن اهتدى فانما بفضل الله سبحانه ، ومن ضل فانما بإذن الله.