(إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ)
ان ربنا سبحانه يجري تحولات اجتماعية ، وتغييرات طبيعية من فقر وغنى ، وصحة ومرض ، وعزة وذلة ، وحر وبرد ، ورخاء وقحط ، كل ذلك بهدف امتحان البشر ليستخرج كلما في ذاته من قوة أو ضعف ، وقدرة أو عجز ، ولكي يصلح نفسه ويكمل نواقصه ، فمن اهتدى الى هذه الحقيقة ، وتوكل على الله ، واستغفر من ذنوبه ، وسعى من أجل إصلاح ذاته ، فان الله سيرحمه ويغفر له ، انه يرحمه بتكميل نواقصه ، ويغفر له بإصلاحه لها.
واجب الإنسان :
[١٥٦] والله سبحانه يكتب للناس ويقدر لهم الحسنات والسيئات حسب أعمالهم ، ومدى ايمانهم أو كفرهم ، ويبقى على الإنسان أن يتطلع الى اكتساب الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ، ويعمل من أجلها حتى يبلغ مناه ، ان التطلع الى الأفضل يخلق في القلب دافعا الى العمل ، وآنئذ يحتاج البشر الى الخطة المتكاملة ليتحرك عبرها نحو الهدف ، وتلك الخطة هي مناهج الله سبحانه ، لذلك قال أصحاب موسى :
(وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ)
ان هذا التطلع السامي الذي يمكن ضمانة تنفيذه عن طريق التوكل على الله ، والثقة بأنه سوف يكتب ذلك ، انه من أبرز سمات المؤمنين الصادقين ، الا أنه بحاجة الى عمل جاد ، لذلك بين الله سبحانه ذلك و
(قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ)