بينات من الآيات :
الجريمة المنظمة :
[٩٣] في عالم الجريمة السارق الوحيد عقوبته محدودة ، بينما على العصابة عقوبات مشددة ، لأن جريمتهم أخطر ، وأخطر من تلك السرقات الكبيرة التي تتستر تحت قناع الايدلوجية الباطلة ، كسرقة الاقطاعيين والمترفين من المحرومين ، أو سرقة الطواغيت والامبريالية من الشعوب المستضعفة ، وأكثر ما عانت البشرية في تاريخ الجريمة انما كانت بسبب هذا الطراز من المجرمين.
أن هؤلاء يخترعون أولا أفكارا باطلة تساعدهم على استثمار الجماهير ، واستغلال بساطتهم ، ثم يبدءون بامتصاص جهودهم الى أخر قطرة دم في عروقهم.
وكثيرا ما ينسبون افكارهم الى الله لإعطائها المزيد من الشرعية ، ولإتاحة الفرصة لأنفسهم للمزيد من الابتزاز ، وقد يستخدمون رجال الدين المزيفين لهذا الغرض البشع.
وأخطر من ذلك أنهم قد يدّعون النبوة ، وأن الله يوحي إليهم ، أو حتى يكابرون على ربهم ، ويزعمون أن خرافاتهم وضلالاتهم مثيلة لبصائر رسالات الله وهداها.
هذا الفريق أظلم الناس جميعا.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)
ولعل هذه الكلمة تشمل كل من يدعي كذبا أنه قد فهم الحقيقة حتى ولو لم ينسب كلامه الى الله مباشرة ، إذ أن مجرد هذا الادعاء يجعل هذا العمل مرتبطا بالله سبحانه.