أبلج الطرق ، والمطلوب منا أن نفتح أعيننا جيدا لنهتدي بهدى ربنا ، أما إذا أغمضنا أعيننا فحتى نور الشمس لا يستطيع أن ينفذ الى عين مغمضة ، إذا فالشرط الأول للهداية ، هو الاستعداد النفسي لتقبّلها إذا توفرت آياتها ، أما إذا لم يكن عند الإنسان هذا الاستعداد ، وقرر سلفا الكفر بالحق ، فانه سوف يعرض عن آيات الحق ، ومثلا على ذلك الذي ينتمي الى حزب ، ولا يفكّر أبدا في ترك هذا الحزب لأنه قد اتخذ قراره سلفا لانكار الحق ، كذلك الكافرون يعرضون عن آيات الحق لأنهم قد اتخذوا قرارهم الخاطئ سلفا بالكفر.
(وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ)
انهم لا يحضرون عند من يتلو الآيات ، وان حضروا فهم لا يستمعون الى تلك الآيات ، وإن استمعوا إليها فليس للاهتداء بها بل من أجل ردّها.
عاقبة الاستهزاء بالحق :
[٥] يستخّف الكفار بآيات ربهم ، والواقع أنهم يستخفّون بالحق الذي تدلّ عليه تلك الآيات. إن من لا يحضر عند من يذكّر بالله ، ويقول : من هذا حتى أحضر عنده؟! أنه لا يستخف بهذا الرجل. بل بالحق الذي يحمله.
كذلك من لا يقرأ كتابا يهديه الى الحق ويقول مستخفا. به : ما هذا؟! إنه يستخف بالحق لا بالكتاب.
كذلك من لا ينظر الى آيات الله في الكون نظرا عبريا ، وكذلك الذي لا يتدبر في القرآن.
(فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ)
إن فطرة الإنسان تدفعه الى البحث عن الحقّ ، ولكن الذي دنّس فطرته بوسخ