من نوع واحد ، أو كانت أنواعا متفاضلة لما تجلت عظمة الخلقة كما تتجلى الآن ، وقد جاءت الثمار أنواعا مختلفة ، ولكنها جميعا ذات مستوي عال من ناحية الطعم والفائدة كل بصورة مختلفة.
وبما ان الله سبحانه ، هو الذي أنعم علينا بالثمار ، فانه يفصل لنا كيفية الانتفاع بها ، وبين الله هنا ثلاثة من أحكامها :
الاول : حين يقول :
(كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ)
فاذا نضجت الثمرة ، يكون أوان الاستفادة منها ، وعلى البشر ألّا يحرم نفسه من طيباتها بأوهام باطلة ، بل بالعكس عليه ان ينتفع من الثمرات والانتفاع البسيط ـ كالأكل حين تثمر الشجرة ـ حق من حقوق كل شخص ، اما الانتفاع الدائم كما إذا أراد تخزين الثمار وبيعها ، أو الاستفادة منها مستقبلا ، فان حق الآخرين يتعلق بها.
وهذا هو الحكم الثاني :
(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ)
ففي ذلك اليوم ينتظر الفقراء حقوقهم من الزكاة أو الصدقة أو غيرهما. كحق الحصاد ، بالرغم من أن حقوقهم تتعلق بها منذ نضوج الثمر ، وربما تدل الآيات على أن الاكل يجوز قبل إخراج الزكاة. إذ أن الزكاة تتعلق بما يخزنه البشر لا بما ينتفع منه ـ والله العالم ـ.
بيد ان الانتفاع بالطيبات يجب أن يكون في حدود الحاجة دون الإسراف ، وهذا