المبرد الذي يصقل النفس الانسانية ، لأن الدعاء يولّد في القلب إحساسا بالنقص ، وثقة بإمكان التغلب عليه ، والدعاء يعرّف الفرد بمواطن ضعفه وضرورة جبرانها ، والدعاء يجعلك واقعيا تعترف بجدواك ، لذلك فهو أفضل وسيلة لكبح شهوة الاعتداء على الآخرين والبطش بهم.
(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)
التضرع لكي يكون الدعاء واقعيا ، ولاصلاح الذات ، ولعلاج داء الاستكبار ومرض الفخر والعزة بالإثم ، اما الخفية فلأجل ألا يصبح الدعاء رياء ، وبالتالي تكريسا لمرض التكبر والفخر.
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)
الذين بسبب عدم تضرعهم لله وخضوعهم لعظمته يجنحون نحو الاعتداء على الآخرين ، وبدل إصلاح أنفسهم بالطريقة السليمة فهم يحاولن تعويض نواقصهم عن طريق الظلم واغتصاب حقوق الآخرين ، أو يحاولون تعويض شعورهم بالنقص بالاستكبار على هذا أو ذاك.
(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) :
[٥٦] الاحساس بالمحبة للحياة ، وبضرورة إصلاحها هو الشعور المنبعث من الخضوع لله ، والدعاء اليه تضرعا وخفية ، وبالتالي فانه انعكاس ايجابي للايمان بربوبية الله سبحانه ، ومحاولة تقليد هذه العلاقة (علاقة الربوبية) فيما يتصل بتعامل البشر مع الحياة ، فكما ان الله يرحم العباد ، ويخلق الأشياء ويسخرها ، ويتسلط عليها من أجل اجراء السنن الاخيرة عليها ، ومن أجل تكميلها وإنزال بركته عليها ، كذلك عليه ان يتقمص صفة الخلق والبناء والإصلاح لا صفة