كان موسى يحمل معه الألواح التي فيها موعظة وهدى ، فاذا به يرى قومه قد شكّوا في أصل الربوبية فلذلك ألقاها جانبا ، وأخذ يعالج هذه المشكلة ، وبدأ بسؤال أخيه وخليفته باعتباره القائد عليهم من بعده ، ولكن هارون (عليه السلام) أوضح له الحقيقة ..
(قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
أي لم أكن أنا بنفسي قادرا على مقاومة الردة ، لأنهم أفقدوني قومي وجعلوني ضعيفا ، وجردوني من أسلحتي ، ولذلك فقد كادوا يقتلونني لو لا إنني أمسكت عنهم بانتظار عودتك ، وافتضاح كذبهم ، لذلك فمن الخطأ أن تحملني مسئولية عملهم أو تجعلني معهم.
[١٥١] وهنا أدرك موسى حقيقة الأمر و..
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
ومرة اخري أعتقد أن أبرز مظاهر رحمة الله هي هدايته للإنسان ، وان يعصمه من أن يزلّ في الظروف الصعبة.
عاقبة عبّاد العجل :
[١٥٢] وتلك عاقبة الرافضين لعبادة العجل ، أما عاقبة المستسلمين للعجل والراضين بعبادته فإنّه سيلحقهم غضب من الله ، يتمثل في ألوان العذاب الآتية من حكم الطاغوت ، وانحراف المجتمع ، ومن نقص في بركات الله تلك التي تأتي من القيادة السليمة في المجتمع.
كما يصاب هؤلاء بذلة حيث إن انحراف القيادة من قيادة رسالية الى قيادة