يتركه لشأنه ..
(وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ)
واتباع الهوى هو نتيجة مباشرة للخلود الى الأرض ، والاكتفاء بها وشهواتها ، وعدم التطلع الى السماء ، والى القيم الروحية والى المستقبل الأفضل ، والى مرضاة الله والى الجنة.
ان العلم معراج البشر ، ولكن إذا ركن الفرد الى الأرض وشهواتها وجاذبيتها ، فإن العلم سوف يترك مكانه للجهل ، والعقل للشهوات ، وتصبح كلمات العلم عند صاحبها كلهث الكلب.
(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)
ان كل الحيوانات تلهث حين تتطلب الحاجة الى اللهث ، كما إذا حمل عليها فإنها تلهث دفاعا أو استعدادا للخطر ، أما الكلب فأنه يلهث بمناسبة وبدون مناسبة لان عادته اللهث كذلك العالم الذي يتبع هواه ، يلهج بالعلم لا من أجل العمل به ، أو توجيه الناس الى الخير به ، بل من أجل المباهاة والتعالي على الناس باسمه ، فالعلم بدون هدف أو العلم الذي يستخدم لأغراض دنيئة ، كما لهث الكلب لا فائدة من ورائه ولا كرامة.
(ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
الذين يكذبون بآيات الله لا يجدون علما يهتدون به ، أو نورا يستضيئون به ، وانما يتعلمون كلمات يلهجون بها ، كما يلهث الكلب بلا هدف.
انما يستفيد البشر بالعلم إذا تفكر ، وتحول العلم الى جزء من شخصيته ، وتعلم