فاستفتح كثيرا من بلدانهم وخرب كثيرا من مراكبهم وغنم كثيرا من أموالهم (١) فقيل إنما بنى القلعة التي بنزوى من غنيمة الديو (٢) وقد لبث في بنائها اثنتي عشرة سنة وأحدث فلج البركة الذي بين أزكي ونزوى وهو إلى أزكي أقرب.
وربما تكلم في إمامته من أسباب التجارات لأن له وكلاء معروفين بالبيع والشراء له وقد جمع مالا واعتمرت عمان في دولته وزهرت واستراحت الرعية في عصره وشكرت ورخصت الأسعار وصلحت الأثمار وكان متواضعا لرعيته ولم يكن محتجبا عنهم وكان يخرج في الطريق بغير عسكر ويجلس مع الناس ويحدثهم ويسلم على الكبير والصغير والحر والعبد ولم يزل قائما مستمرا حتى مات رحمه الله وغفر له وقبر حيث قبر الإمام ناصر بن مرشد وكانت وفاته ضحى الجمعة السادس عشر من شهر ذي القعدة سنة تسعين وألف سنة (٣).
٣٧ ـ الإمام بلعرب بن سلطان :
ثم عقد من بعده لولده بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك فلم تزل الرعية له شاكرة ولفضله ذاكرة وكان جوادا كريما وعمر يبرين وبنى بها حصنا وانتقل من نزوى إليها.
__________________
(١) ما يؤسف له أشد الأسف : أن المؤرخين العمانيين لم يكتبوا لنا أخبار حروب الإمام سلطان مع البرتغال بالتفصيل الواسع الذي اعتادوا أن يكتبوا به معاركهم القبلية المحلية ، فمما لا شك فيه أن إجلاء البرتغال عن شبه جزيرة العرب على يد هذا الإمام الهمام كان مفخرة قومية وعملا رائعا ، وكان نقطة تحول هامة في تاريخ المنطقة.
وقد اختلف المؤرخون في تاريخ جلاء البرتغال عن مسقط فبعضهم يرتفع به إلى عام ١٦٥٨ وبعضهم ينزل به إلى عام ١٦٤٥. على أن المتواتر أن عام الجلاء هو عام ١٦٥١.
(٢) الديو موضع بأرض الهند غزاه الإمام سلطان بن سيف وعاد منه بغنائم.
(٣) ١٦ ذو القعدة سنة ١٠٩٠ ه ـ ١٩ ك سنة ١٦٧٩.