وانكسر قوم مولانا الإمام أعزه الله بحيث أنهم خالفوا أمره ، ووقع فيهم القتل ويقال إن من قتل من قوم سيدنا الإمام بلغ ستة آلاف فيما رواه الراوي وأكثرهم مات عطشا من شدة الحر ، وكانت جملة خيل وركاب فيما قيل. ولم يطلبوهم بنو غافر حيث إنهم اشتغلوا بالنهب والسلب وذلك في شهر ربيع الثاني أو الجمادى سنة ١١٨٥ (١).
ووصل سيدنا الإمام وعبد الله بن محمد والوكيل وصلوا سالمين والحمد لله رب العالمين ولم يقتل منهم
سوى مهنا بن خلفان بن محمد وعبد الله بن سالم بن مبارك من آل البوسعيد.
وأما ما كان من الوالي مسلم بن عمير لما أن رجع الإمام عنه وآيس من الناصر والمعين أرسل إليهم يطلب منهم الأمان وأمنوه وخرج بجميع ماله وعياله وبما عنده على حال جميل ، ولم يتعرض له أحد بسوء ووصلوا على أمان إلى حيث أراد من الأمكنة.
٥٦ ـ حملات فارسية جديدة ونصرة البصرة :
وفي زمان سيدنا الإمام أحمد بن سعيد أراد أن يتعرض كريم خان رئيس العجم وخانهم وأراد أن يسير قومه على عمان المحروسة وأرسل بقدر ستة آلاف وعبروا إلى الجزيرة ووصلوا إلى بلد سعيد بن قضيب الهولي وهي جزيرة لنجة ، فعلم مولانا الإمام وأرسل أولاده وبني عمه سيد خلفان بن محد الوكيل ، وخلفان بن محمد الوالي الأكبر ، ومن معهم من سادات البوسعيد والتقوا بتلك الجزيرة وحصروهم بها ، وطلبوا الأمان بعد عجزهم عن مصادمتهم فاحتلوها وعبروهم بالأخشاب إلى برهم في أمان ولم يغنموا منهم مالا ولا خيلا ولا سلاحا.
__________________
(١) أي شهر تموز أو اب عام ١٧٧١ م.