البشرى وحباه الله عزا ونصرا ، وكان القيد أعظم ما يكون والحلق التي برجليه كل واحدة بقدر نصف من مسكد أو أقل.
واستقام الحرب ليلا ونهارا إلى أن خرج من الكوت أكثر القائمين وبقي الشيخ جبر فيه وسادتنا لا قدروا على الوصول إليه لا من البحر ولا من البر.
ثم وصل المشايخ سلطان بن محمد بن سلطان البطاشي والشيخ علي بن المصطفى المدني ساكن ريام ومن معهما من المشايخ والشيخ ماجد بن سعيد والله أعلم ومن معه وناصحوا الشيخ جبر أنك أخرج على أمان بجميع ما عندك وكان هو مريضا من ألم برجليه لا يقدر عليهما فقال لا أقدر أخرج إلا بنظر من أولاد الإمام. فكتبوا لهما طروسا وتوجه إليهما الشيخ علي بن المصطفى وناصحهما وقبلا النصيحة وأمروه بالخروج من الكوت وخرج على حال جميل وأوصلوه إلى بركا في الأخشاب بجميع ما عنده من رجال ومال ، وبقي في بركا أولاد الإمام هما ومن معهما إلى أن قدر الله خروجهما من عمان إلى جانب مكران ، وقصدوا إلى عند نصير خان وأعطاهما بلدانا ومكثا هنالك على حال جميل.
٥٨ ـ وفاة الإمام :
وبعد بعض المدة مرض سيدنا الإمام وتوفاه الله من دار الدنيا إلى دار الآخرة وذلك يوم الأثنين ١٩ من الشهر المحرم سنة ١١٩٨ (١) وسادتنا لم يصلوا من جانب مكران فعقدوا الإمامة لأخيهما سيدنا سعيد بن الإمام وذلك ليلة ٢٣ والجمعة من الشهر نفسه.
__________________
(١) يوافق ١٩ محرم عام ١١٩٨ ه اليوم ١٤ من شهر كانون الأول (ديسمبر) ١٧٨٣ م.