فعلوا في قاضي المسلمين عدي ابن ناصر والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما فأنفسهم والله سميع عليم.
ومات يعرب بن بلعرب في نزوى وكان محمد بن ناصر بالرستاق لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الأخر سنة خمس وثلاثين ومائة وألف سنة (١) وكتم أهل نزوى موته خيفة أن يقوى عليهم العدو نحوا من خمسين يوما ثم إن محمد بن ناصر أمر بتقييد بلعرب بعد ما أمر بلعرب بتخليص الحصون التي بيده ولم يبق إلا مسكد وبركا في يد بني هناة وفي كوت مسكد جاعد بن مرشد بن عدي اليعربي فاحتالوا حتى أخذوه منه وأوصلوه بلد نخل.
وأقام محمد بن ناصر بالرستاق وأشهر أن الإمام هو سيف بن سلطان وهو مع ذلك غير بالغ الحلم وتفرق أصحاب الرستاق في الجبال والأودية فسمعت أنه وجد بكهف من جانب حلاة المهاليل مائة نفس من صبيان ونساء ميتين من العطش خافوا أن يرجعوا إلى الرستاق فيحملونهم ويبيعونهم ، وجاءت كتيبة لمحمد بن ناصر بعد أخذ الرستاق بثلاثة أيام قدر ألف ونصف من بني قليب وبني كعيب أصحاب تفاق ورماح ووصل رحمة بن مطر بن رحمة الهولي بقدر خمسة آلاف من بدو وحضر وفيهم من لا يعرف العربية ولا يعرف صديقه من عدوه.
٤٤ ـ الحرب الأهلية أو الهناوية والغافرية :
وكان خلف بن مبارك المعروف بالقصير من أهل الغشب لم يكن بالرستاق وقت الحرب فقهر حصن بركا ومسكد في يده ومعه بنو هناءة فأرسل محمد ابن ناصر علي بن محمد الخروصي ويكنى أبا جامع واليا لحصن بركا فقتل ورجع أصحابه إلى الرستاق مع محمد بن ناصر ، فأمر محمد الجيش بالمسير
__________________
(١) ١١٣٥ ه ـ ١٧٢٢ م.