شهر جمادى الاخرة لخمس ليال خلون منه في سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف سنة (١).
٤٠ ـ إمامة مهنا بن سلطان :
وبعد وفاته فإن رؤوس القبائل الذين في قلوبهم العصبية والحمية أرادوا أن يكون مكانه ولده سيف وهو صغير لم يراهق. وأراد أهل العلم وبنت الإمام سيف أن تكون الإمامة لمهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك وهو الذي تزوج بنت الإمام سيف أخت سلطان هذا ، إذ هو فيما عندهم أنه أهل لذلك ، وأنه ذو قوة عليها ، ولم يعرفوا عنه ما يخرجه من الولاية وعرفوا أن إمامة الصبي لا تجوز على كل حال. لأن إمامته لا تجوز في الصلاة فكيف يكون إماما يتولى الأحكام ويلي الأموال والدماء والفروج ولا يجوز أن يقبض ماله فكيف يجوز أن يقبض مال الله ومال الأيتام ، والأغياب من لا يملك أمره.
فلما رأى الشيخ عدي بن سليمان الذهلي القاضي ميل الناس إلى ولد الإمام ولم يجد رخصة ليتبعهم على ذلك وخاف أن تقع الفتنة لاجتماع الناس على الباطل ، وربما أشهروا السلاح ووقع بعض الجراح فأراد تسكيتهم وتفرق إجماعهم. فقال لهم أمامكم سيف بن سلطان بفتح الألف والميم الثانية من أمامكم ويعني قدامكم ، ولم يقل إمامكم بكسر الألف وضم الميم الثانية الذي يكون بذلك الملك والسلطان القائم بالإمامة ، قال ذلك على معنى المندوحة ، فعند ذلك نادوا بالإمامة وضربوا المدافع إظهارا وإشهارا. وانتشر الخبر في عمان أن الإمام هو سيف بن سلطان ، فلما سكتت الحركة وهدأ الناس أدخلوا الشيخ المهنا حصن الرستاق خفية وعقدوا له الإمامة في هذا الشهر الذي مات فيه سلطان هذه السنة. فقام بالأمر واستراحت الرعاية في زمنه وحط عن الناس العادات
__________________
(١) ١١٣١ ه ـ ١٧١٨ ميلادية.