٥٣ ـ منازلة الجيش الفارسي حول صحار :
ولما رجع عن المطرح ومسكد عزم على إيفاد جيش إلى صحار يثبت الشيخ أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي فأخذ في جمع العساكر من وادي سمايل ونخل ووادي المعاول والرستاق والشرقية وأزكي ونزوى وبهلا والظاهرة من بدو وحضر ، وسار فيهم بنفسه وأخوه سيف بن مهنا وترك بوادي سمايل الشيخ محمد بن ناصر الحراصي وعنده سالم بن سليمان ومن معه لمقابلة العجم الذين بمسكد لأن عبيد سيف بن سلطان خلصوا الكيتان للعجم بأمر سيف بن سلطان ووقعت الغزوات بين العجم واهل وادي سمايل والإمام توجه إلى صحار بمن معه من جانب الظاهرة ، ولما أن وصلوا إلى طلائع صحار عزم الإمام على محاصرة العجم في بنيانهم وأرسل للشيخ احمد بن سعيد أن يخرج من الحصن ليلتقوا عليهم ليقاتلهم ، فلم يكن للقوم صبر ولا نظر للإمام وأخيه إلى آخر الليل ، ركض قوم الإمام على أردو العجم أعني بنيانهم (١) وصاحوا صيحة عظيمة فسمع الإمام الصيحة فسأل عن ذلك فقيل له إن قومك ركضوا على العجم فلم يمكنه الوقوف عنهم فركب خيله هو ومن معه وأخوه وجميع صناديد قومه ودخلوا الأردو وأوقعوا القتل في العجم إلى أن أصبح الصباح وأشرق بنوره ولاح ، ولم تبق من العجم إلا شر ذمة قليلة وذلوا وطلبوا الأمان من الإمام والشيخ أحمد بن سعيد والسيد محمد بن سليمان بن عدي اليعربي لأنه بصحار عند الشيخ أحمد بن سعيد بقومه الذين دبرهم الإمام لنصرة الشيخ أحمد بن سعيد.
وكان من قضاء الله وقدره ليقضي الله أمرا كان مفعولا أن فرقة من العجم بقدر خمسمائة فارس خرجوا من صحار إلى جانب صحم ولما سمعوا بالإمام وصل إلى صحار أو وصلهم رسول من أصحابهم (الشك مني) رجعوا إلى
__________________
(١) الأردو هو معسكر الجيش ومنه سميت لغة أهل الباكستان الأردو أي لغة معسكرات الجيوش.