من عامر ربيعة كثير وانهزم الباقون منهم وبقي البدو الذين من الظاهرة مع سيف بالحزم يزعمون دخول الرستاق ثم إنهم لم يجدوا قدرة على ذلك فرجعوا إلى بلدانهم.
وأما سيف فإنه لما آيس من الناصرين سار إلى مسكد وترك عياله وعبيده محصورين وذلك قبل فتح حصن الرستاق للإمام فلما آيس من في الحصن من نصرة سيف لهم أرسلوا يطلبون الصلح من الإمام والأمان ليخرجوا بما عندهم من المتاع فأمنهم الإمام وخرجوا من الحصن ودخل الإمام الحصن في اثني عشر من ذي القعدة من هذه السنة (١) وجعل في الحصن واليا ومعه عسكر من جنابه وجعل معهم اخاه سيف بن مهنا ثم ارتفع منها بعد خمسة أيام ببقية قومه وحشد من الرستاق ومر إلى نخل وحشد منها ومن رعاياها قوما ، ثم وصل إلى بدبد وحشد من وادي سمايل ومن أزكي ورعاياها وسار متوجها إلى مسكد يوم الخميس ثاني ذي الحجة من هذه السنة وقد اجتمع عنده قوم كثير فلما وصل إلى روي ليلة رابع من هذا الشهر ترك المعقل في روي فسار بأكثر قومه ليلا إلى مسكد وركض عليهم بقومه على الجبال فأحدروهم من الجبال وجميع المقابض وهزمهم الله وافتتح الإمام مسكد بجميع مقابضها ومعاقلها وقت الضحى من يومه سوى الكيتان فإنهما بقيا محاربين ، وأما كوت المطرح فبعث له الإمام بعض القوم في تلك الليلة فأخذوه قهرا وحباه الله من لدنه نصرا.
٥١ ـ عودة الفرس إلى عمان :
أما ما كان من سيف بن سلطان فإنه ركب البحر وبعث له الإمام مراكب في طلبه فيهن بجاد بن سالم وعسكر من قوم الإمام فجاءتهم ريح وفرقت المراكب دون خور فكان ورجع بجاد بمن معه ، ثم إن سيفا انكسرت من مراكبه بعض
__________________
(١) سنة ١١٥٥ ه / ١٧٤٣ م.