الفصل الثامن
في ظهور الإمام أحمد بن سعيد الالبوسعيدي
(١) ٥٥ ـ مبايعة السيد أحمد بن سعيد بالإمامة :
وبعد أيام دار نظر أهل العلم حبيب بن سالم ومن معه من الأشياخ على إمامة السيد أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيد وحضر الأشياخ كلهم بالرستاق وعقدوا له الإمامة ليلة الاثنين وثلاث وعشرين يوما من شهر جمادى الآخرة من شهور السنة اثنتين وستين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة (٢) واستقام له الأمر وخلصت له حصون عمان سوى حصن الحزم عند أولاد سيف بن سلطان وحصن نخل عند السيد محمد بن سليمان بن عدي اليعربي ، وأكثر آل يعرب بها وملك عمان وسار فيها سيرة حسنة.
ثم إن أهل الحزم بدت منهم أحوال غير جائزة وأضروا أهل الرستاق من النهب والسلب والسرقة ، فأرسل إليهم الإمام أحمد بن سعيد أن يكفوا عن أصحابهم فأبوا عن ذلك وازدادوا عتوا وطغيانا فسار إليهم بقومه ودمر فلجهم وجذ نخلهم ورجع عنهم ، ثم إنهم لم يرجعوا عن غيهم فزحف عليهم بقومه وحاصرهم أشد الحصار وطال الحصار عليهم ثم تحرك أهل الظاهرة ووصلوا إليهم تائبين بقوم كثير. ولما وصل الحزم خرج قوم الإمام منها وأصلح الله شأنهم.
ثم أختلفت الكلمة بين سيدنا محمد بن سليمان وسيدنا الإمام أحمد بن سعيد أعزه الله ونصره فعزم على حربهم وحشدوا قوما من بدو وحضر ومن
__________________
(*) وهو القسم الأخير من كتاب تاريخ عمان للمؤلف المجهول.
(١) يوافق ٢٣ من شهر جمادى الآخر سنة ١١٦٢ ه اليوم العاشر من شهر حزيران (يوليو) عام ١٧٤٩ م.