وبعث معهم موسى بن علي فالتقوا بنجد السحامات ، فبينما هم في مسيرهم إذ اعترض بعض الشراة صقرا فقتلوه فلم تكن لأبي الوضاح ولا لموسى بن علي قدرة على منعهم من قتله وبلغنا أن موسى بن علي خاف على نفسه فلو قال شيئا لقتلوه معه ، ولم يبلغنا عن الإمام غسان إنكارا على من قتله وكانت تلك الأيام صدر الدولة وقوتها وجمة العلماء لهذا كان سبب قتل الصقر والله أعلم.
ومن أحكام الإمام الغسان أنه كانت دار لبني الجلندى بسمد نزوى ولعل موضعها اليوم المال (١) المسمى العقودية ، وكانت هذه الدار عقودا على الطريق الجائز وعليها الغرف وكانت تلك العقود مظلمة يقعد فيها الفساق وأهل الريبة فقيل إن امرأة مرت بتلك العقود فتعرض لها رجل من أهل الريبة فبلغ ذلك الإمام
غسان فحكم على أهل الدار إما أن يهدموا تلك العقود أو يسرجوا فيها بالليل حتى ينظر المار من فيها من أهل الريبة فقيل أن أهل الدار أخرجوا طريقا من أموالهم للناس فكان الناس يمرون بها حتى انهدمت الدار فرجع أهل الدار إلى الطريق التي أخرجوها فأدخلوها في دارهم ورجع الناس يمرون في الطريق الأولى ، ولهذه العقود آثار ورسوم جدر سهيلى المسجد الجامع من سمد نزوى.
ولم يزل غسان قائما بالحق والعدل حتى مرض يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة سبع ومائتين (٢) ومات من مرضه هذا وكانت إمامته خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام.
١٩ ـ إمامة عبد الملك بن حميد :
ثم تولى من بعده عبد الملك بن حميد من بني سودة بن علي بن عمرو بن عامر ماء السماء فسار سيرة الحق والعدل واتبع أثر السلف الصالح وصارت
__________________
(١) المال : بلغة أهل عمان اسم كل أرض غرست نخلا أو شجرا.
(٢) ويوافق ١٠ نيسان عام ٨٢٣ م.