عمان يومئذ خير دار ، وقد ولي يوم الأثنين لثماني ليال بقين من شهر شوال سنة ثماني ومائتين (١) ، فلم يزل يقيم العدل حتى كبر وضعف.
فكانت تقع الأحداث في عسكره فشاور المسلمون موسى بن علي في عزله فأشار عليهم أن يحضر العسكر ويقوم بالدولة فحضر موسى بن علي العسكر وأقام الدولة ومنع الباطل وشذ عسكر من المسلمين وعبد الملك في بيته فلم يعزلوه ولم يزيلوه حتى مات وهو إمام لهم وكانت ولايته ثماني عشرة سنة (٢).
٢٠ ـ إمامة المهنا بن جيفر :
ثم ولي على المسلمين المهنا بن جيفر الفجحي اليحمدي الأزدي عقد له يوم الجمعة في شهر رجب سنة ست وعشرين ومائتين (٣) فوطأ اثار المسلمين وسار سيرتهم وكان له ضبط وحزم ولا يتكلم أحد في مجلسه ولا يعين خصما على خصم ولا يقوم أحد من أعوانه مادام قاعدا ولا يدخل أحد من العسكر ممن تجرى عليه النفقة إلا بالسلاح. وكان مواليا على الصدقة رجلا من بني ظبة من أهل منح يقال له عبد الله بن سليمان ، وكان يرسله إلى الماشية فقيل إنه دخل أرض مهرة ووصل إلى رجل منهم يقال وسيم بن جعفر وقد وجبت عليه فريضتان فامتنع أن يعطي إلا فريضة واحدة فقال إن شئت تأخذ فريضة واحدة وإلا فانظر إلى قبور أصحابكم. فسكت عنه ورجع ، وكان عنده رجل جمّال فلما وصل إلى عز تأخر عبد الله في عز وكان منزله بها وأرسل الجمّال إلى الإمام فقدم الجمّال على الإمام وهو في مجلسه فلما ارتفع عن مجلسه دعا بالجمّال فسأله عن عبد الله وكيف كان في سفره فأخبره بما كان من
__________________
(١) ويوافق أول اذار عام ٨٢٤ م.
(٢) أي أنه مات عام ٢٢٦ ه / ٨٤٠ م.
(٣) يوافق ذلك أخريات شهر نيسان من عام ٨٤٠ م.