وسيم فقال الإمام للجمّال لا تخبر أحدا بما أخبرتني واكتم ذلك ، وأكد عليه في ذلك. فلما وصل عبد الله ابن سليمان سأله الإمام عن خبر وسيم فأخبره مثل ما أخبره الجمّال فكتب الإمام من وقته إلى والي أدم ووالي جعلان إذا ظفرتم بوسيم بن جعفر المهري فاستوثقوا منه وأعلموني ، فكتب إليه والي أدم أني قد استوثقت منه وأنه قد حصل ، فأنفذ الإمام إليه يحيى اليحمدي المعروف «بأبي المقارش» مع جماعة من أصحاب الخيل ، ثم أنفذ كتيبة أخرى فلقوهم في المنايف ثم أنفذ كتيبة أخرى فلقوهم في قرية عز ، ثم أنفذ كتيبة أخرى فلقوهم في قرية منح ، فلم تزل الكتائب تتراسل والرماح تحتمله حتى وصلوا به إلى نزوى ، فأمر الإمام بحبسه فمكث سنة لا يقدر أحد أن يذكر فيه ولا يسأل عن أمره حتى وصل جماعة من المهرة فاستعانوا على المهنا بوجوه اليحمد فأجابهم إلى إطلاقه وشرط عليهم ثلاث خصال : إما أن يرتحلوا من عمان وإما أن يأذنوا بالحرب وإما أن يحضروا الماشية كل حول إلى عسكر نزوى تشهد على حضورها العدول انه لم يتخلف منها شيء ، وتعدل الشهود المعدلون بأدم ، فقالوا أما الارتحال فلا يمكننا وأما الحرب فلسنا نحارب الإمام وأما الإبل فنحن نحضرها ، فعند ذلك عدل الإمام الشهود فكانوا يحضرون إبلهم في كل سنة تدور ، وسمعت من يحكي أن هذه النقصة التي بقرية فرق بنيت في زمن المهنا علامة لبني مهرة ليحضروا إبلهم عندها والله أعلم بصحة ذلك.
وخرج المغيرة بين روشن الجلنداني ومن معه من بني جلندى وغيرهم من أهل الفتنة بغاة على المسلمين فوصلوا إلى توام (١) وكان أبو الوضاح واليا عليها للإمام المهنا فقتلوا أبا الوضاح فلما بلغ ذلك المسلمين وكان أبو مروان رحمه الله واليا على صحار فسار بمن معه ومن قبله من الناس وسار معهم المطار الهندي ومن معه من الهند ، فلما وصلوا توام وهزم الله بني الجلندى
__________________
(١) توام هي البلاد المعروفة باسم البريمي الان.