٢١ ـ إمامة الصلت بن مالك :
ثم ولى المسلمون من بعده الصلت بن مالك في اليوم الذي مات فيه المهنا وكان هناك يومئذ بقايا من أشياخ المسلمين وكان رئيسهم وإمامهم في العلم والدين محمد بن محبوب فبايعوا الصلت بن مالك على ما بويع عليه الأئمة العدل من قبله ، فسار بالحق والعدل ما شاء الله حتى فني أشياخ المسلمين جملة الذين بايعوه ، لا نعلم أن أحدا فارقه. وعمّر الصلت في الإمامة ما لم يعمر أحد قبله (١) حتى كبر وأسن وضعف وإنما كان ضعفه من قبل الرجلين وأم العقل والسمع والبصر فلا نعلم أن أحدا قال بها ضعف.
فلما بلغ الكتاب أجله وأراد الله أن يختبر أهل عمان كما أختبر الذين من قبلهم فسار إليه موسى بن موسى ومن اتبعه حتى نزل فرق فتخاذلت الرعية عن الصلت وضعف عن الإمامة واعتزل عن بيت الإمامة.
٢٢ ـ إمامة الراشد بن النظر :
فعقد موسى الإمامة لراشد بن النظر وكان ذلك يوم الخميس وثلاث ليال خلت من شهر الحج سنة ثلاث وسبعين ومائتين (٢) وكانت إمامة الصلت خمسا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وثمانية أيام وكانت وفاته ليلة الجمعة للنصف من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين (٣) وفي أيامه توفي العالم العلامة إمام العلماء محمد بن محبوب رحمه الله.
__________________
(١) وقد دامت إمامته حوالي ٣٥ عاما ، من يوم وفاة المهنا في عام ٢٣٧ ه حتى تولية خلفه الإمام الراشد في عام ٢٧٣ ه. وسيأتي القول في ذلك وقد توفي بعد سنتين أو ثلاث من اعتزاله الإمامة.
(٢) ويوافق أول مايس من عام ٨٨٧ م.
(٣) ويوافق ٢١ نيسان ٨٨٩ م.