وأوصلهم إلى بلدانهم ، وأما سيف بن سلطان فإنه بعث إلى أهل مكران فجاءه قوم من البلوش أصحاب التفاق وحشد من معه من رعيته من الرجال وسار بهم إلى الجو (١) فالتقاهم الإمام بلعرب بن حمير بقومه فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كادت أن تقع الهزيمة على أصحاب الإمام بلعرب فصبروا فوقعت الهزيمة على أصحاب سيف والبلوش وانكسروا ووقع فيهم القتل والنهب في الطرق ومنهم من مات من العطش.
٤٨ ـ الاستعانة بالفرس.
ثم إن سيف بن سلطان جعل يكاتب الأعداء من العجم لينصروه في ظنه وهم يريدون ملك عمان وخرابها فأجابوه فنزل جيش العجم بخور فكان اخر ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ذي الحجة سنة تسع وأربعين ومائة وألف (٢) وقصدوا الصير فخرج سيف بن سلطان من مسكد إليهم وحشد بلعرب بن حمير ومضى ليتلقاهم وخرج من نزوى أول شهر المحرم سنة خمسين ومائة وألف (٣) والتقى الجيشان بالسميني : سيف وعجمه والإمام بلعرب ومن معه وذلك في غرة شهر صفر سنة خمسين ومائة وألف ووقع بينهم حرب قليل آخر النهار وانكسر بلعرب وقومه واعتصموا بالجبل وقتل ناس قليل وبعضهم ضل الطريق وقتل بعضهم في الطريق ولم يرجع أحد منهم بدابة ولا سلاح ولا بشيء من حوائجهم إلا قليل منهم ونهبوهم في الطريق واستولى سيف بن سلطان على الجو وضنك والغبي وأدت جميع قبائل الظاهرة خراجا عظيما للعجم ودخلت حجرة عبري ووقع فيهم قتل عظيم وسلب جميع مالهم
__________________
(١) الجو هي توام أي البريمي.
(٢) ويوافق منتصف نيسان عام ١٧٣٧.
(٣) يوافق أول محرم من عام ١١٥٠ ه يوم أول مايس ١٧٣٧.