الفصل السادس
في ذكر وقوع الفتنة في عمان وما آلت إليه تلك الأمور(١)
٤١ ـ إمامة يعرب بن بلعرب :
فلما عقد لمهنا بن سلطان لم تزل اليعاربة وأهل الرستاق مسرين العداوة له وللقاضي عدي بن سليمان الذهلي ولم يزالوا بيعرب بن بلعرب بن سلطان (٢) يحضونه على القيام بأمر سيف والخروج على مهنا حتى خرج على الإمام مهنا «وسار مختفيا إلى مسكد فما كان إلا وقيل إن يعرب بن بلعرب في الكوت الشرقي» (٣) وكان الوالي فيها يومئذ الشيخ مسعود بن محمد بن مسعود الصارمي الريامي. وكان الإمام مهنا خارجا إلى فلج البزيلي من ناحية الجو فبلغه الخبر فرجع إلى الرستاق فقام وشمر وجاهد وما قصر ، وطلب من أهل عمان النصر فخذلوه ولم ينصروه. ونصب له أهل الرستاق الحرب وحصروه في قلعة الرستاق ، ثم طلع يعرب من مسكد إلى الرستاق وسأل المهنا النزول من القلعة وأعطوه الأمان على نفسه وماله ومن معه ففكر في أمره فرأى أنه مخذول وليس له ناصر من أهل عمان ، وتبين له الخذلان فأجابهم إلى ما أعطوه من الأمان فنزل من القلعة فزالت بذلك إمامته ، فأخذوه وقيدوه وخشبوه هو وواحد من أصحابه من بعد ما أمنوه ، واستقام الأمر ليعرب ولم يكن يدعي الإمامة بل جعل الإمامة لابن عمه سيف بن سلطان وهو القائم له بالأمر إذ سيف
__________________
(*) وهو الباب الثامن والثلاثون من كتاب كشف الغمة.
(١) بن سيف بن مالك.
(٢) ما بين القوسين ورد في نسخة المتحف البريطاني «فقهر عليه مسكت ولم يدخلها بجيش وعسى ألا يعدم أهلها من خيانة للإمام مهنا».