ناصر خبر أن راشد بن سعيد الغافري أخذ حصن مقنيات والوالي فيه مبارك ابن سعيد بن بدر وذلك حسدا منه لمبارك لتقدمه مع محمد بن ناصر. فأمر بالنهوص من الرستاق وتركها بعد ما دمر أنهارها ، ثم إن علي بن ناصر بن أحمد الكلباني مضى إلى راشد بن سعيد وناصحه وخلص له الحصن وضمن له أن لا تصيبه عقوبه من محمد ابن ناصر فقبض علي بن ناصر الحصن إلى أن وصله محمد بن ناصر فترك فيه مبارك واليا وترك معه الحواتم وسار قاصدا إلى يبرين فمكث بها ما شاء الله.
٤٥ ـ مبايعة محمد بن ناصر بالإمامة :
ثم فصل بمن معه إلى نزوى وأرسل إلى رؤساء القبائل وأهل العلم من غرب عمان وشرقها فاجتمعت إليه جموع كثيرة فطلب إليهم أن يبرأ من الإقامة بالحرب وبأمور المسلمين ، وأن يقيموا من أرادوا مع السيد سيف بن سلطان واعتذر إليهم فلم يعذره القاضي ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد والوالي بحصن نزوى عبد الله بن محمد بن بشير بن مداد ومن حضر من المشايخ من رؤساء القبائل ولم يزالوا في معالجة هذا الأمر وغلقت أبواب حصن نزوى والعقر فلا يدخل أحد ولا يخرج يومهم ذلك وليلتهم حتى قريب الفجر وعقدوا له الإمامة وضربت مدافع قلعة نزوى ونادى المنادي بالإمامة له والعز والأمان لكل قبيلة تدخل نزوى وتريد المواجهة من يمن ونزار ومن بدو وحضر وكان هذا ليلة السبت لسبع ليال خلون من الشهر المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة وألف سنة (١) فمكث بنزوى حتى صلى الجمعة وارتفع بمن معه إلى يبرين وفسح للقوم. وأقام بها قليلا.
__________________
(١) ١١٣٧ ه ـ ١٧٢٤ م.