وبلغه أن مانع بن خميس العزيزي هجم على الغبيّ وقهر ونهب سوقها وأفسد فيها فسار اليه وغدف عليهم الحصن ومعه ستة رجال فلم يشعروا به إلا وهو في أعلى الحصن ، فخرج مانع العزيزي ومن معه هاربين خوفا ورعبا منه وقتل خادم لمانع بن خميس وأخذ الحصن وجعل فيه واليا ورجع إلى يبرين.
وأغار مهنا بن عدي اليعربي وعامر بن سليمان بن بلعرب الريامي وسليمان ابن حمير بن علي اليعربي على غالة البركة فأخذوها فعلم محمد بن ناصر الغافري بهم فقصد إليهم وأرسل إلى القاضي ناصر بن سليمان والوالي عبد الله ابن محمد ليلحقوه بالقوم من نزوى إلى البركة ، ولم يغش هو نزوى ولم يكن عنده إلا قليل من عسكره وخدامه فهجم عليهم وقت الضحى ولم يرد قتالهم وناصحهم على الرجوع ورد ما أخذوا من الغالة فأبوا إلا قتاله وحربه فصنعوا بومة في مسجد الشريعة الأعلى من البركة ، وقبضوا الجبل الشرقي وكسروا فلج البركة وصنع الإمام محمد بن ناصر بومة في مسجد الأسفل من شريعة البركة وجبل الأسفل فكان بينهما ضرب بالتفق وقتل رجل من عذاب الركاب من أصحاب محمد بن ناصر وجرح رجل ، ثم إنه أمر أصحابه بالركض عليهم فولوا منهزمين وأسر منهم ناصر بن بلعرب الريامي وعلي بن صالح صاحب كمه وكان هذا قبل أن يصله أحد من المدد. وأمر بالتمر أن يحمل إلى يبرين ، ورجع هو إلي نزوى وأقام بمساجد الغنتق منها وكان أراد حرب أهل تنوف وخرابها ثم أصلح الله شأنهم وواجهوه وأخذ منهم عهودا أن لا يخونوه فطابت عليهم نفسه.
ثم أمر بالحشد على جميع من بطاعته من أهل عمان فاجتمعت إليه جموع كثيرة فسار بهم من نزوى يريد ضنكا ليرجع الوحاشا إلى بلدهم ويبني لهم حصنهم بضنك الذي دمره عليهم حين كانوا في طاعة خلف بن مبارك ، فلم