يرض ال عزيز برجوعهم إلى حصنهم وبنيانه فجمعوا أحدا من البدو وممن يشتمل عليهم وأرادوا حربه ومن معه من الوحاشا فالتقوا بضنك ووقعت الحرب بينهم ثم انكسروا وتبدد شملهم وعلموا أنهم ليست لهم قوة على حربه.
وقصد مانع بن خميس إلى السنينة مع النعيم فمضى في طلبه مع ناس قليلة من أصحاب الخيل والركاب السيارة فلم يشعروا به إلا وهو معهم فأمر مانع بن خميس ورجع إلى ضنك ، فلما رجع يريد الغبىّ مر على أفلاج بدو آل عزيز الذين نهبوا سوق الغبىّ فدمرها ورجع إلى الغبىّ وأقام بها ما شاء الله ، ثم حشد من قبائل الظاهرة من شاء من القوم وقصد يبرين فأقام بها أياما قلائل وجاء إلى نزوى فنزل بيت المزرع يجمع قوما منها ، ثم مضى إلى أزكي وأخذ منها قوما ومن جميع الشرقية فخافت منه بنو رواحة.
ثم إنه قصد سمايل فلم يزل يناصح البكريين وأهل الحيلي وقوم عكاشة فأما أهل الحيلي وأصحاب عكاشة صالحوه وأدوا له الطاعة فأرسلهم إلى البكريين ليناصحوهم فلم يقدروا عليهم فأمر بالركضة عليهم في ليلة شاتية مظلمة مطيرة ذات برق ورعد فلم يشعروا به إلا وهو في أعلى السور مع الحارس يقول له على من تحرس؟ فقال : مخافة أن يهجم علينا محمد بن ناصر فقال هذا محمد بن ناصر عندك ، فخذل أهل الحجرة وخرج الأكثر منها بأمان منه ولم يبق إلا برج وشيء من الغرف فيه بكر وأولاده وبنو عمه فكانوا يضربون بالتفق حتى قتلوا عن آخرهم ، وقتل من أصحاب محمد بن ناصر أربعة أحدهم يقال له بخيت النوبي مملوك له كان قدمه على ساير العبيد ضرب بتفق ، وهدمت الحجرة عن آخرها وسلمت سمايل زكاة ثلاث سنين وكان قبل قد أفسد فيها آل عمير وحازوا أموال الأغياب فرد محمد ابن ناصر كل مال إلى أهله وقيد أولاد سعد بو علي وهدم حجرتهم.