٥٤ ـ إمامة السيد بلعرب بن حمير :
ثم إن الشيخ الوالي أحمد بن سعيد لما ايس من الناصر والمعين صالح العجم على تسليم المركب السلطاني الذي أخذه من خور فكان من سيف بن سلطان وتسليم ما فيه من المال ، لأن سيف بن سلطان حمل فيه مالا جزيلا وأسلحة وفرشا وغيرها ، وثم صالحهم على ذلك وبقي الوالي أحمد بن سعيد بصحار ومحمد بن سالم بن صالح الندابي في بركا والعجم بمسكد وكل وال في حصنه ومكانه على حاله الأول إلى أن اجتمعت الأشياخ من عمان وأوجب نظرهم على إقامة السيد بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف اليعربي ، واجتمع الأشياخ في قرية نزوى وعقدوا له الإمامة وذلك في يوم العشرين من شهر ربيع الاخر من شهور سنة سبع وخمسين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة (١) وذلك بعد ملكه الأول واستقام أمره بعمان وخلصت له الحصون من عمان بهلا ونزوى وأزكي وحصون الشرقية وحصون وادي سمايل ، وأما حصن صحار في يد الوالي أحمد بن سعيد وحصن بركا خلصه الشيخ الوالي محمد ابن سالم بن صالح الندابي السليمي كذلك بيد أحمد بن سعيد وابن عمه الوالي خميس بن سالم البوسعيدي ولبث ما شاء الله من الزمان.
وأما ما كان من سيف بن سلطان فإنه رجع إلى حصنه الحزم وبقى مريضا ما شاء الله وتوفاه الله من دار الدنيا إلى دار الاخرة. وأما أخوه بلعرب بن سلطان بقي عند العجم بشيراز ما شاء الله.
ثم إن العجم الذين بشيراز لما آيسوا من أصحابهم الذين بمسكد ولم تصلهم أخبارهم عنهم كتبوا إليهم كتابا بتخليص الكيتان بيد بلعرب بن سلطان وأرسلوه إلى عمان فتحصل في الأخشاب وتوجه إلى عمان فلما أن علم الإمام
__________________
(١) ١١٥٧ ه ـ ١٧٤٤ م.