بلعرب بن حمير بذلك توجه إلى مسكد وجمع قوما كثيرا ودخل مسكد وأرسل للعجم الذين هم بالكيتان أن يؤدوا له طاعة وأن يسلموا له الكيتان فأبوا عن ذلك ونصبوا الحرب فحاصرهم الإمام بلعرب بن حمير أشد الحصار أياما ورجع عنهم بغير صلح وذلك من قضاء الله وقدره السابق في علمه أنه سيكون في خلقه.
ثم بعد أيام وصل بلعرب بن سلطان من عند العجم فالتقاه الوالي الشيخ أحمد بن سعيد في بركا لأن بندر أهل عمان صار في بركا والعجم بمسكد مثل المحصورين ، ولما وصل بلعرب بن سلطان في بركا تلقاه الوالي أحمد بن سعيد بالكرامة وحمله من الساحل على خيل مزينا بجميع الزينة وأدخل الحصن على حال جميل وبقي أياما على ذلك ، ولما أن أراد المسير إلى عند أهله بالحزم طلب الشيخ أحمد بن سعيد منه المكاتيب التي من عند العجم بتخليص الكيتان فأبى عن ذلك وأراد الشيخ الوالي أحمد بن سعيد حمله إلى صحار ، فلم يجد بدا من ذلك فأعطاه المكاتيب وخرج بنفسه على حال جميل مكرما محشما ، ثم إن الوالي أحمد بن سعيد أرسل إلى العجم الذين هم بالكيتان ليخرجوا منهن وأن يسلم لهم بعض المال وسارت الرسل ، بينهم محمد بن مشرف الشيحي ومن معه فتم أمرهم على ذلك وعزموا على النزول منهم ثم إن الوالي أرسل بن عمه خميس بن سالم بما اتفقوا عليه من المال وأخشابا تحملهم فلما وصلهم الشيخ خميس بن سالم نزلوا بما أرادوه من الكيتان في الأخشاب وتوجهوا إلى بلدانهم إلى عدال بركا تلقاهم الوالي أحمد بن سعيد وأنزلهم من الأخشاب لحال الضيافة والكرامة ، فنزلوا ودبر الوالي للأخشاب الذي فيهن ما حملوه من الكيتان وغيره فأنزله في بركا وقيد خانات العجم زين الشيخ والسلطون عميد ابن عمش والباقين منهم صاروا أشتاتا منهم من خرج إلى بلدانهم ومنهم من بقي بعمان إلى يومنا هذا ومنهم من قتل وذلك من فضل الله ووجود أحمد بن