سعيد بن أحمد البوسعيدي ولو لم يكن هو بصحار وقاتلهم لدخل العجم عمان مثل الأول وتملكها ، لأن مرادهم ملكها وخرابها وهلاك أهلها ، بل صدهن عنها رب العباد والشيخ أحمد بن سعيد جزاه الله عنا خيرا وذلك مشهور عند أهل عمان كافة.
رجعنا إلى خبر الإمام بلعرب بن حمير. ثم إن الإمام بلعرب بن حمير بدت منه أحوال أنكرها عليه المسلمون وحبس أشياخ عمان بنزوى مثل الشيخ حبيب ابن سالم وصالح بن ربيعه الرويحي ومحمد بن سالم بن صالح الندابي السليمي وغيرهم ثم إنه أرسل إلى الشيخ راشد بن عبد الله الغافري وأكرمه وأعطاه عطايا جزيلة وأراد منه قبض ابن عمه الشيخ الأجل مجاد بن سالم بن مجاد الغافري المشهور عند أهل عصره بالعفة والشجاعة وآمله على ذلك آمالا طويلة فعاهده على ذلك ثم إن راشد بن عبد الله توجه إلى قبض ابن عمه الشيخ مجاد بن سالم فوصل إلى بلده فوجدوه هنالك بلا سلاح ، فظن أنهم أضياف وصلوا إليه فتلقاهم بالكرامة ، فلما وصل إليهم أخذوه وقبضوه وأوثقوه كتافا وكروا راجعين إلى نزوى مجدين السير عن أن يلحقهم الطلب وضاعت شيمهم وذمامهم ولم ينظروا في قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : «والعار في رجل يقود رفيقه قود الذبيحة في يد الجزار» ، وهو كثير من مثل هذا إلى أن أوصلوه إلى الإمام بلعرب بن حمير فأخذه وقيده ورماه بسجن ضيق بقلعة نزوى وتوفاه الله بالسجن رحمه الله.
وكذلك قيد عامر بن سليمان الريامي إلى أن توفاه الله ثم إن أهل الظاهرة لم يزالوا يكاتبون الإمام لملك الظاهرة وتخليص حصونها وعاهدوه على ذلك فاطمأن قلب الإمام بقولهم ، وركن إلى الخروج للظاهرة بعد ما أخذ منهم العهود والمواثيق فخرج من نزوى بمن عنده من الرجال وتوجه للظاهرة ولما وصل الغبي واجهه أهلها وتشاوروا على قبضه فأخذوه وقبضوه وأوثقوه كتافا بعد أن