٥٩ ـ إمامة سعيد بن الإمام أحمد :
ثم وصل سادتنا أعزهم الله سيف وسلطان ابنا الإمام أحمد بن سعيد إلى عمان من جانب مكران ، فوجدا والدهما متوفيا ، والإمام أخاهما سعيدا ، فأقاما برهة من الزمان ولم يكن بينهم اتفاق وصفاء هم وسيدنا سعيد ، والشيخ جاعد ابن خميس بن مبارك الخروصي عاهدهما على دخول نزوى ووصل الشيخ جاعد وقبض العقر هو ومن معه وسيدنا الإمام بنزوى وخرج منها هاربا على فرس أو حصان أو مطية ، وسيدنا سيف ابن الإمام لم يتفق له وصول إلى نزوى من معان شتى لم أشرحها لشهرتها وخوف الإطالة.
وسيدنا سعيد وصل إلى سمد الشان وجمع قوما من الشرقية وسار بهم إلى نزوى فخرج الشيخ العالم جاعد بن خميس منها والقوم حاصروا سمد الكندي وخرج الشيخ عبد الله بن محمد الكندي وارتقى الجبل وهدموا له بيته من سمد الكندي وفسحوا للقوم واستقام أمره على ذلك.
ثم إن سيدنا سيف بن الإمام ركب إلى السواحل ودخلها وخرج سيدنا سيف إلى جزيرة لامو وتوفاه الله بها ورجع سيدنا حمد بن الإمام سعيد إلى مسكد وقبض مسكد ومات سيدنا الإمام والده (١) ، وبقي مدة قليلة وتوفاه الله عن علة الجدري. واحترق مركب سيدنا الإمام المسمى الرحماني بمكلا مكة.
٦٠ ـ تغلب السيد سلطان بن الإمام على الأمر في عمان :
ثم إن سيدنا الإمام ولى بن أخيه علي بن هلال مسكد فبان خلاف لسادتنا قيس وسلطان بما كان من علي بن هلال وتوجه سيدنا المعظم سلطان بن الإمام إلى عند أخيه قيس مناظرا فلم يجد عنده حركة لوصول مسكد ، فقال له سيدنا
__________________
(١) هنا خطأ كبير ، فالإمام سعيد قد عمر طويلا ، ولم يمت إلا في منتصف حكم السيد سعيد ابن سلطان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ، وما سيأتي من كلام المؤلف يقطع بحياة الإمام سعيد بعد هذا التاريخ.