وأحرقوا مخازن المسجد الجامع المتصلة به وأحرقوا الكتب ، وكان ذلك كله في نصف يوم.
ثم رجع كهلان بعساكره أول يوم من ذي القعدة واجتمعوا بالسراة فخرجت عليهم أولاد الريس وكانوا سبعة آلاف فانكسرت أولاد الريس ومن معهم من الحدان وقتل في هذه الوقعة ثلاثمائة رجل فلعلها كانت هذه السنون التي بين محمد بن خنبش ومالك بن حواري سنين ملك النباهنة ولعل ملكهم كان يزيد على خمسمائة سنة إلا أنه كان فيما بعد هذه السنين يعقدون للأئمة ، والنباهنة ملوك في شيء من البلدان والأئمة في بلدان أخرى والله أعلم.
٣١ ـ الإمام أبو الحسن بن خميس :
ثم عقد بعد موت مالك بن حواري بسبع سنين لأبي الحسن بن خميس بن عامر وذلك يوم الخميس في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وثمانمائة سنة ومات سنة ست وأربعين بعد ثمانمائة يوم السبت وواحد وعشرين من ذي القعدة (١).
ثم عقدوا للإمام عمر بن الخطاب بن محمد بن أحمد بن شاذان بن الصلت سنة خمس وثمانين وثمانمائة (٢) وهو الذي حاز أموال بني نبهان وأطلقها لمن عنده من الشراة وكان ذا يد فيها وأمر فيها بأوامره وذلك أن المسلمين اجتمعوا فنظروا في الدماء التي سفكها آل نبهان والأموال التي أخذوها واغتصبوها بغير حق فوجدوها أكثر من قيمة أموالهم وكان يومئذ القاضي محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج والإمام عمر بن الخطاب ، فأقام القاضي
__________________
(١) يوافق رمضان عام ٨٣٩ ه شهر شباط من عام ١٤٣٦ ميلادية ويوافق ٢١ ذو القعدة عام ٨٤٦ يوم ٢٣ من شهر آذار (مارس) عام ١٤٤٣ ميلادية.
(٢) توافق سنة ٨٨٥ سنة ١٤٥١ ميلادية.