عليها ، ومات إبن الداية وكسر الله شوكتهم وأصاب الناس غلاء كثير وذلك في دولة السلطان عمر بن نبهان سنة أربع وسبعين بعد ستمائة (١).
ووجدت فيها أيضا تاريخا آخر بخروج أمير من أمراء هرمز يسمى محمود ابن أحمد الكوشي فوصل إلى قرية قلهات وكان المتولي يومئذ على عمان والمالك لها أبو المعالي كهلان بن نبهان وأخوه عمر بن نبهان ، فلما وصل محمود بقلهات طلب وصول أبي المعالي إليه ، فلما حضره طلب منه المنافع من أهل عمان وخراج أهلها ، فاعتذر أبو المعالي إليه وقال إني لا أملك من عمان إلا بلدة واحدة ، فقال محمود خذ من عسكري ما شئت واقصد به من خالفك من أهل عمان ، فقال أبو المعالي إن أهل عمان ضعفاء لا يقدرون على تسليم الخراج. كل ذلك حمية منه على أهل عمان فحقد عليه محمود وأضمر له المكيدة واستدعى أمراء البدو من أهل عمان فكساهم وأعطاهم فوعدوه النصر على أهل عمان والخروج معه ، ثم إنه ارتحل إلى ظفار وركب البحر فلما وصلها قتل من أهلها خلقا كثيرا وسلب مالا جزيلا ورجع قاصدا عمان وأخذ طريق البر وحمل ثقله في المراكب في البحر ، فلما صار في طريق البر نقص عليه الزاد وأصابهم جوع حتى بلغ عندهم منّ اللحم بدينار ، وأصابهم عطش كثير لقلة الماء في تلك الطريق فقيل إنه مات من عسكره خمسة آلاف رجل وقيل أكثر وكان هذا في سنة ستين وستمائة سنة (٢) ، ووجدت أيضا تاريخا آخر : خرج أولاد الريس على عمان وكان خروجهم فسخ شهر شوال سنة خمس وسبعين بعد ستمائة (٣) ، وكان الملك لعمان السيد كهلان بن عمر بن نبهان ، فخرج إليهم ليلقاهم بالصحراء وخرج معه جملة أهل العقر كافة فسبقت أولاد الريس على العقر فدخلوها وأحرقوا سوقها وأخذوا جميع ما فيها وسبوا نساءها
__________________
(١) توافق سنة ٦٧٤ ه السنة ١٢٧٥ ميلادية.
(٢) توافق سنة ٦٦٠ السنة ١٢٦١ ميلادية.
(٣) السنة ٦٧٥ ه توافق سنة ١٢٧٦ ميلادية.