١٦ ـ الإمام محمد بن أبي عفان :
ثم منّ الله على أهل عمان بالألفة على الحق فخرجت عصابة من المسلمين فقاموا بحق الله وأزالوا ملك تلك الجبابرة وذلك أن المشايخ العلماء من أهل عمان اجتمعوا في نزوى وكان رئيسهم وعميدهم موسى بن أبي جابر الأزكي فأرادوا عقد الإمامة لمحمد بن أبي عفان وقد حضر معهم رؤساء لا يؤمنون على الدولة فخاف الشيخ موسى أن لا تكون للمسلمين بدون أن تقع الفتنة ، فقال قد ولينا فلانا قرية كذا وولينا فلانا قرية كذا حتى فرق تلك الرؤساء وقال وقد ولينا بن أبي عفان نزوى وقرى الجوف وأحسب أنه قال حتى تضع الحرب أوزارها فقال الشيخ أبو المنذر بشير بن المنذر قد كان نرى ما نحب والان قد رأينا ما نكره والحمد لله ، فقال موسى إنا فعلنا ما تحب فاعلمه ، إنما أراد أن يفرقهم لئلا تقع الفتنة فلما خرج تلك الرؤساء ونظر كل واحد منهم إلى البلدان التي وليها كتب الشيخ بعزلهم وبعث ولاة إلى تلك البلدان ، وأحسب أنهم عرفوا بذلك قبل وصولهم إليها وبقي محمد بن أبي عفان في العسكر.
وظهرت منه للمسلمين أحداث لم تعجبهم وبلغني إنما الذي أنكروا عليه جوفته للمسلمين ورده للنصائح والله أعلم ، فلم يرضوا سيرته فعملوا له حيلة وأخرجوه من عسكر نزوى فلما خرج اجتمعوا فاختاروا إماما وعزلوا محمدا وكانت إمامته سنتين وشهرا.
١٧ ـ إمامة الوارث بن كعب :
ثم عقدوا الإمامة للوارث بن كعب الخروصي الشاري اليحمدي الأزدي وذلك سنة سبع وسبعين ومائة (١) فوطأ الوارث أثر السلف الصالح من المسلمين
__________________
(١) سنة ١٧٧ ه وتوافق سنة ٩٧٣ م.