وسار بالحق وأظهر دعوة المسلمين وعز الحق وأهله وأخمد الكفر ودفع الله الجبابرة.
وفي زمنه بعث هارون الرشيد عيسى بن جعفر بن أبي المنصور في ألف فارس وخمسة الاف رجل فكتب داود بن يزيد المهلبي إلى الإمام وارث يخبره أن عيسى وصل بعسكره فأخرج إليه الإمام فارس بن محمد والتقوا بحتى فانهزم عيسى بن جعفر وسار إلى مراكبه بالبحر فسار إليه أبو حميد بن أفلح الحداني السلوتي ومعه عمرو بن عمر (١) في ثلاثة مراكب فأسره عيسى وانطلق به إلى صحار فحبس بها ، فشاور فيه الإمام الشيخ علي بن عزرة فقال له إن قتلته وإن تركته فكله واسع لك ، فأمسك الإمام عن قتله وتركه في السجن وبلغنا أن قوما من المسلمين فيهم يحيى بن عبد العزيز رحمه الله انطلقوا من حيث لا يعلم الإمام حتى أتوا صحار فتسوروا السجن وقتلوا عيسى بن جعفر وعزم هارون على إنفاذ جيش إلى عمان فارتاعوا مدة ثم إنه مات قبل ذلك وكفاهم الله شره.
وبلغنا أن يحيى بن عبد العزيز كان من أفضل المسلمين ولعله لم يتقدم عليه أحد من أهل زمانه في الفضل ولعل كانت شهرته بعمان كشهرة عبد العزيز ابن سليمان بحضرموت. وبلغنا أن الشيخ بشير بن المنذر أنه كان يقول قاتل عيسى بن جعفر لم يشم النار.
ولم يزل الوارث إماما حسن السيرة قائما بالعدل حتى اختاره الله له ما لديه ، وكان سبب موته أنه غرق في سيل وادي كلبوه من نزوى ، وغرق معه سبعون رجلا من أصحابه وسبب ذلك لعله حبس المسلمين عند سوقم مائل ، وكان ناس محبوسين فسال الوادي جارفا فقيل للإمام إن الوادي سيلحق
__________________
(١) في الأصل عمر بن عمرو.