صحار عند أصحابهم ودخلوا الأوردو عند إعياء الناس ، وأكثر قوم الإمام إشتغلوا بالنهب والسلب حيث ظنوا أنهم ظافرون.
ثم إن العجم طلعوا البروج الذين بالأوردو وقاموا يرمون الإمام وأصحابه بالبنادق كالرعد القاصف فقتل السيد سيف ابن مهنا أخ الإمام وصالح بن محمد الحضرمي الوالي الأكبر ، ومحمد بن صالح الإسماعيلي وأحمد بن سليمان المزروعي وكثير من قوم الإمام لا أحصيهم عددا ، وأصابت الإمام ضربة بندوق بالصدر والله أعلم.
وكان راكبا على حصان جيد يقال له ولد شاهين فرادفه السيد محمد بن سليمان اليعربي عليه وخرجوا من الأردوا طالبين حصن صحارهم والشيخ أحمد بن سعيد البوسعيدي ومن معه من سائر القوم ودخلوا حصن صحار لا فرحين ظافرين ، بل إن الإمام أثقل من الجروح وصار ينوح على أخيه ، إبن سيف بن مهنا وابن صالح بن محمد وابن محمد بن صالح وابن فلان وفلان ، إلى أن امتنع عن الطعام والشراب من شدة حزنه عليهم وتوفاه الله إلى رحمته والمسلمون عنه راضون وله مؤازرون ، ولم نعلم أن أحدا من المسلمين تكلم بعيب في إمامته ، وهو إمامنا وولينا وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير وأفضل ما جزى إماما عن رعيته.
وكانت وفاته بحصن صحار نهار الخميس سبعة وعشرين من شهر ربيع الآخر من شهور سنة ست وخمسين سنة ومائة سنة وألف من الهجرة النبوية الإسلامية (١) وقبر في حصن صحار وقبره معروف مشهور عندهم بالفضل والله أعلم.
__________________
(١) ٢٧ من شهر ربيع الاخر عام ١١٥٦ يوافق ٢٠ حزيران عام ١٧٤٣ م.