السر وهي الغبي ليخلصوا له معاقلها ، وسار إليهم ومكث عندهم مدة من الأشهر وخلصت له الغبي وأقام فيها واليا بن عمه مسلم بن عمير بن محمد ، ووصل عنده كبار بني غافر ومشايخهم الشيخ ناصر بن الإمام محمد بن ناصر ومسعود ابن علي ومن معهم لا أحصيهم بأسمائهم وواجهوه بمسكد وساروا بصحبته إلى الرستاق على حال جميل مكرمين محشمين إلى أن وصلوا إلى الرستاق فأشار من أشار على سيدنا الإمام بقبضهم فقبضهم وقيدهم ، ولا يخلوا الشيخ ناصر ابن محمد من ذلك ، وأرسلهم إلى مسكد. فلما وصلوا إلى مسكد وكان الوالي بها يومئذ خميس بن سالم بن محمد البوسعيدي أمر بحملهم إلى الكيتان فحملوهم وقيدوهم وأصبحوا ميتين ولم نعلم بما وقع عليهم والله أعلم بهم وذلك تقدير من العزيز الحكيم ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، والله في عباده سر خفي لأن الفتنة كالنار اليسيرة تحرق الأشياء الكثيرة. والفتنة أشد من القتل ، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ، وأسباب موتهم من الله ليقضي به ما أراد في خلقه.
ولما علم بنو غافر بموتهم حاصروا الوالي السيد مسلم بن عمير بن محمد البوسعيدي وأحاطوا به فعلم مولانا الإمام أحمد بن سعيد بحصارهم فأرسل إليهم أن يكفوا عن ذلك فلم يقبلوا صرفا ولا عدلا ، فأخذ في جمع الأقوام من يمن ونزار ومن كافة عمان الشرقية ، وصحبه كافة الولاة وكافة السادات عبد الله ابن محمد والي سمد الشان ، وأخوه سيدنا المعظم خلفان بن محمد ووالي بهلا مهنا بن محمد بن خلفان ومن قدر الله ، من كافة عمان لم أحصيهم عددا لكثرة عددهم وخوف الإطالة وكانوا مقدار ثلاثين ألفا ، وتوجهوا إلى الغبي وهي السر فلما وصلوا السليف أراد مولانا الإمام المقيل بالسليف وأبى محمد بن عيسى ابن علي النيري ومحمد بن سليمان العني ومن معهم من الأقوام إلا الدخول والنزول في الغبي ، فالتقوهم الأقوام بمكان يسمى سيح الطيب وتصادمت الأقوام