سعيد بن جويد طلب التسيار إلى بلده هو وأصحابه ، فسيره محمد بن ناصر وزوده ، وبقي بالسليف حصن الصواوفة وحصن المناذرة ، فأما حصن المناذرة فلما رأى أصحابه ما أصاب المراشيد صالحوا وأدوا الطاعة لمحمد بن ناصر فسلموا ولم يصبهم بأس وأقرهم مكانهم ، وأما الصواوفة فلم يؤدوا الطاعة فأقام فحاصرهم بقطع نخيلهم والقتل فيهم كل يوم ، وفسح للبدو من أصحابه إلا بني ياسر وقبائل الحضر ، وكان الحصار فوق شهرين ثم إنهم صالحوا على هدم حصنهم بأيديهم فهدموه.
وكان خلف بن مبارك القصير لما رأى محمد بن ناصر مشتغلا بحرب السليف جمع قوما وحاصر الرستاق ، فلما قتل سنان بن محمد المحذور الغافري القائم بالقلعة خرج محمد ابن ناصر الحراصي وأصحابه من حصن الرستاق بعد شدة القتال ؛ وهدموا أبراجا من الحصن. فعند ذلك خرج محمد ابن ناصر الحراصي ودخله خلف واستقر أهل الرستاق في أموالهم وبيوتهم وكان سباع العمودي قد أخذ حصن صحار ولم ير محمد بن ناصر بدا من الرجوع عن السليف فمضى إلى الرستاق خوفا منهم أن يتفقوا عليه.
ثم إن خلفا القصير صار على حصن الحزم وكان الوالي فيه عمر بن مسعود ابن صالح الغافري فحاصره ورد الفلج عنه وأرسل إليه خلف أن يخرج من الحصن هو وأصحابه بأمان فأبى وكتب إلى محمد بن ناصر يخبره الخبر وأنهم لم يبق معهم ماء إلا بركة قليلة فسار محمد بن ناصر إلى الحزم بعد ما صالح أهل السليف وهدم حصنهم بجيش عظيم لم يعلم عدده إلا الله تعالى فلما وصل الحزم ركض على أصحاب خلف فقتل من قتل منهم وانكسر أصحاب خلف وتركوا آلة حربهم من باروت ورصاص وطعام ورجع محمد بن ناصر من الحزم إلى الظاهرة وأعرض عن الرستاق وقصد بلادسيت وحشد من البدو والحضر واجتمع معه عساكر كثيرة وسار من الظاهرة إلى بلادسيت فأرسل إليهم ليؤدوا