يقول جودت القزويني : أروي عن السيد عبد الحميد القزويني المتوفى سنة ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م ؛ أنّ الرجل الذي زار السيد مهدي القزويني كان من أهل تلك المنطقة ، وعندما استدعاه القزويني ليسأله عمّن سمع ذلك ، استبطأ مجيئه. وبعد مضي ساعات طوال جيء بالرجل محمولا من قبل أولاده ، وقدماه تخطّان الأرض ، لا تكادان تحملانه. فعندما سأله السيد عمّا حلّ به علم أنّه منذ مدّة لا يقوى على الحركة لمرض أصابه ، ولم يخرج من داره إلّا تلبيّة لطلبه.
قال السيد القزويني له : أبشر بالشفاء. وفعلا فقد شفي الرجل من مرضه.
وذكر هذه الحكاية المحدث الميرزا حسين النوري في كتابه (جنة المأوى) ، ونقلها عن السيد صالح ابن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة ١٣٠٤ ه / ١٨٨٦ م ، قال : «حدّثني جماعة من الأفاضل الكرام ، والصلحاء الفخام ، منهم السيّد السند والحبر المعتمد ، زبدة العلماء الأعلام ، وعمدة الفقهاء العظام ، حاوي فنون الفضل والأدب ، وحائز معالي الحسب والنسب الميرزا صالح (دام علاه) ، ابن سيّد المحقّقين ، ونور مصباح المجاهدين ، وحيد عصره ، وفريد دهره ، سيّدنا المعظّم السيّد مهدي ، (أعلى الله مقامه ، ورفع في الخلد أعلامه) ، وقد كنت سألت عنه (سلّمه الله) أن يكتب لي تلك الحكايات الآتية المنسوبة إلى والده المعظّم التي سمعتها من الجماعة ، فإنّ أهل البيت أدرى بما فيه ، مع ما هو عليه من الإتقان والحفظ والضبط والصّلاح والسّداد والاطّلاع ، وقد صاحبته في طريق مكّة المعظّمة ذهابا وإيابا فوجدته (أيّده الله) بحرا لا ينضب ، وكنزا لا ينفد ، فكتب إليّ مطابقا لما سمعته من تلك العصابة».
وذكر الميرزا النوري أنّه سمع هذه الكرامات شفاها من السيد مهدي القزويني ، وقال : «لم تكن هذه الكرامات منه ببعيدة ، فإنّه ورث العلم والعمل