مائة ألف ألف درهم ، هذا مع كثرة الموالي والجند والشاكرية ودرور العطا لهم وجليل ما كانوا يقبضوا في كلّ شهر من الجوائز والهبات. ويقال : إنّه كان له أربعة آلاف سريّة وطأهنّ كلّهنّ ، وقتل وفي بيوت الأموال أربعة آلاف ألف دينار ، وسبعة آلاف ألف درهم.
وذكر البيهقي في المحاسن والمساوي وقال : قال أحمد بن أبي طاهر : أخبرني مروان ابن أبي الجنوب قال : لمّا استخلف المتوكّل بعثت إليه بقصيدة مدحت فيها ابن أبي دؤاد وفي آخرها بيتان ذكرت فيها ابن الزيّات بين يدي ابن أبي دؤاد وهما :
وقيل لي الزّيات لا في جماعة |
|
فقلت أتاني الله بالفتح والنصر |
فقد حفر الزيّات بالغدر حفرة |
|
فألقى فيها بالخيانة والغدر |
فلمّا صارت القصيدة في يدي ابن أبي دؤاد ذكر ذلك المتوكّل وأنشده البيتين. قال : أحضره ، قال : هو باليمامة ، قال : يحمل ، قلت : عليه دين ، قال : كم؟ قلت : ستّة آلاف دينار ، قال : يعطاها ، فأعطيت ذلك وحملت وصرت إلى سرّ من رأى وامتدحت المتوكّل بقصيدة أقول فيها ، وذكر الأبيات. قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم.
قال البيهقي : وكان عليّ بن الجهم يقع في مروان ويثلبه حسد المنزلة عند المتوكّل ، فقال له المتوكّل : يا علي ، أيّكما أشعر؟ قال : أنا أشعر منه. قال : ما تقول يا مروان؟ قال : إذا حقّقت شعرك في أمير المؤمنين لم أبال بمن زيّف شعري. ثمّ التفت مروان إلى علي بن الجهم وقال : أنت أشعر منّي؟ قال : نعم ، تشكّ في ذا؟ قال : أمير المؤمنين بيني وبينك. قال : هو يحاميك. فقال المتوكّل : هذا من عيّك ، ثمّ التفت إلى حمدون النديم فقال : ذا حكم بينكما. فقال حكم : يا أمير المؤمنين تركتني بين لحيي الأسد. قال : لا بدّ أن تصدّقني. قال : يا أمير المؤمنين ، أعرفهما في الشعر أشعرهما. فقال المتوكّل : يا مروان أهجه. قال : لا أبدأ ولكن يقول. فقال ابن