م تضاف؟ قيل له : من بلاد طبرهات ـ بالباء الموحّدة وفي آخرها تاء مثنّاة ـ.
وفي التنبيه والأشراف للمسعودي (١) : فخرج المعتصم إلى آخر سنة مأتين وعشرين إلى ناحية القاطول فنزل قصرا كان للرشيد هنالك وهمّ أن يبني في ذلك الموضع مدينة ثمّ بدا له ولم يزل ينتقل في تلك النواحي حتّى وقع اختياره على موضع سامرّاء وهو في بلاد كورة الطيرهان فابتدأ ببنائها في سنة إحدى وعشرين ومأتين وسمّاها سرّ من رأى وكملت في أسرع مدّة وعظمت عماراتها واتصلت أسواقها وقصورها ونقلت إليها الدواوين والعمّال وبيوت الأموال وقصدها الناس لنزول الخليفة بها وطيبها وحسن موقعها وعمارتها وصنوف مكاسبهم وقد ذكر أنّها كانت قديمة مسمّاة بهذا الاسم سمّيت بسام بن نوح وإنّها كانت آهلة عظيمة عامرة فلم تزل تتناقص على مرّ الزمان وكان آخر خرابها في أيّام فتنة الأمين والمأمون ، وإنّ موضع قصر المعتصم كان ديرا للنصارى وأراضي فابتاعها منهم ، وسرّ من رأى آخر المدن العظيمة التي أحدثت في الإسلام وهي سبع. ثمّ شرع في شرح تمصير هذه السبعة وهي البصرة ثمّ الكوفة ثمّ فسطاط مصر ثمّ الرملة ثمّ واسط العراق ثمّ بغداد ثمّ سرّ من رأى.
أقول : لم نعرف وجها لتركه ذكر مدينة الهاشميّة التي بناها أبو العبّاس عبد الله السفّاح أوّل خلفاء العبّاسيّين بحذاء الكوفة ومدينة الموفقية التي بناها الموفق طلحة بن المتوكّل أخو المعتمد ، وكانت الموفقيّة قرب واسط ، والمدينة المختارة التي بناها صاحب الزنج في نواحي البصرة ، وسيأتي ذكرها في ترجمة المعتمد.
__________________
(١) التنبيه والأشراف : ٣٠٩.