فسيّج الروض بخير ساج |
|
وستّر الضريح بالديباج |
وعمّر الأروقة المعظّمه |
|
ووسّع الصحن لها ونظّمه |
وشيّد السور من الحذّار |
|
على الذين جاوروا للدار |
وذاك في الثمان والستّينا |
|
بعد ثلاثمائة سنينا |
ويحتمل أنّ هذا سور الدار أي الصحن الشريف لا سور البلدة أو إنّه أسّسه ولم يتمّه وتوفّي في خلال العمل. ويظهر من حكاية إسماعيل بن الحسن الهرقلي الآتي ذكره في محلّه الذي كان في حدود الستّمائة والستّين أنّ سامرّاء كانت مسوّرة حيث قال : «فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور» فبقي السور إمّا ناقصا أو غلب عليه الخراب إلى حدود سنة أربعين ومائتين بعد الألف ، فقام بعمارته الملك المفخّم النوّاب المعظّم أمجد علي شاه الهندي ابن واجد علي شاه فأنفق مالا جزيلا حتّى أتمّه وأكمله وكان ذلك في حدود سنة ألف ومائتين وثمان وخمسين على ما جاء في كتاب «الظلّ الممدود» المطبوع للسيّد مفتي مير محمّد عبّاس الهندي.
ويستفاد من الكتاب المذكور أنّ الملك المفخّم النوّاب الأعظم أمجد علي شاه وأباه واجد علي شاه من رجال الشيعة العظام ، كانا كثيري الإحسان للعلماء والطلّاب ، وكان النوّاب المذكور قد أرسل النقود إلى العلّامة الشهير السيّد إبراهيم الحائري صاحب كتاب «ضوابط الأصول» فتوجّه السيّد إلى سامرّاء لعمارة سورها إلى أن أتمّه وأكمله بأحسن وجه.
ثمّ الحكومة العربيّة أرادت أن توسّع البلدة فأمرت بهدم السور في شهر المحرّم سنة ١٣٥٦ ففي خلال عملهم بهدم السور اجتمع أهالي سامرّاء وقدّموا مضابط إلى أولياء الأمر ببغداد مستنكرين العمل المذكور ، فأجابوهم : إنّكم إذا أثبتّم أنّ السور وقف للعسكريّين عليهماالسلام عن مصادر تاريخيّة فإنّا نوقف العمل فاستخبروني وطلبوا منّي مصادر وثيقة تاريخيّة وكنت أقدّم في الجواب رجلا وأؤخّر أخرى ،