فلمّا ألحوّا في الطلب أرشدتهم الى شيخي الأستاذ الخبير الشيخ آقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة ، فأجابهم بما هذا لفظه :
«إنّي لم أطّلع على ورقة وقفيّة مسجّلة بخطوط الأعاظم والأعيان مذكور فيها خصوصيّات الوقف لهذا السور ولا أظنّ أحدا يدّعي الاطّلاع على مثل ذلك في وقفيّة أو وقفيّة العمارات الحادثة في سامرّاء في عصر سليمان باشا وهي سنة ١٢٠٢ وما بعدها على ما ذكره السيّد عبد اللطيف الجزائري في كتابه تحفة العالم المطبوع (١) الفارسي ، نعم رأيت في مصادر تاريخيّة مطبوعة ما يستفاد من مجموعه أنّ السيّد إبراهيم بن محمّد باقر الموسوي القزويني الحائري المتوفّى بها سنة ١٢٦٢ الرئيس الكبير الزعيم للشيعة في عصره كانت تجبى إليه الأموال من بلاد إيران وغيرها ولا سيّما من بلاد الهند لصرفها في الفقراء والطلّاب وعمارة المشاهد ، وصورة المراسلات الجارية بينه وبين السيّد حسين ابن السيّد دلدار علي اللكهنوي أدرجها السيّد مفتي ير محمّد عبّاس في كتابه «الظلّ الممدود» المطبوع ، وفيها ذكر بعض الأموال المرسلة من الهند إلى السيّد إبراهيم للفقراء وعمارة مشهد مسلم وهاني رضياللهعنهما في الكوفة وغير ذلك.
وفي «قصص العلماء» المطبوع الفارسي لميرزا محمّد التنكابني المؤلّف سنة ١٢٩٠ ذكر (٢) أنّ فلوس الهند التي تجبى إليه في كلّ سنة كانت تزيد على عشرين ألف دينار أي عشرين ألف مثقال ذهب في ذلك العصر ، وفي ص ٤ لم يعيّن المقدار ولكنّه ذكر أنّه كانت تأتيه الأموال من الهند ليصرفها في الفقراء وعمارة المشاهد المشرّفة ، وهنا صرّح بأنّ السيّد إبراهيم قد سعى وبذل جهده حتّى تمّم بناء قلعة
__________________
(١) تحفة العالم : ٨٨.
(٢) قصص العلماء : ٩.