علّاوي ، بئر علي شوش ، بئر عيث ، بئر الفضيلات ، بئر قطرة ، بئر محيجر ، بئر المزيحة ، بئر المقليات ، بئر مكاك ، بئر معيجل ، بئر النازوز ، بئر الناذري ، بشر هويجة ، بئر هاوي ، بئر المنقور ، بئر ضلوعيّة ، وغيرها من الآبار.
وتقدّم من اليعقوبي في البلدان أنّ العمارة اتصلت بين بغداد وسرّ من رأى في البحر والبرّ يعني دجلة وجانبى دجلة ، وبما أنّ العراق اشتهرت بين العرب بجمالها الفتّان وزخرفها الجذّاب ومواقعها النزهة وقصورها الشاهقة القامرة وسارت الركبان بذكرها لوجودها في آخر ريف العراق قريبة من البادية على طريق القوافل ومسير القبائل وللصلات القوميّة بين سكّانها وسكّان جزيرة العرب ولذلك قلّما يوجد الخراب فيها بخلافها في هذه الأعصار. ويرشدنا آثار البناء والعمارات الموجودة عند الآبار المزبورة إلى أنّ هذه الأراضي كلّها أو بعضها كانت معمورة حتّى قبل الإسلام كما صرّح بذلك الأستاذ يوسف رزق الله في تاريخ الحيرة (١) قال : لمّا حدث سيل العرم وكان في أواخر القرن الأوّل للميلاد أو أوائل القرن الثاني تمزّقت عرب اليمن من مدينة مأرب إلى العراق والشام فكانت تنوخ وهم حيّ من أحياء الأزد ممّن تمزّق إلى العراق ، وهذا الاسم مشتقّ من التنويخ بمعنى الإقامة ، فكان أوّل من اختطّها منهم مالك بن زهير ، واجتمع إليهم لمّا ابتنوا بها المنازل ناس كثير من سقاط القرى. وذكر حمزة الأصفهاني أنّ الأزد ساروا بعد ذلك إلى العراق مع مالك بن فهم الأزدي وجعلوا الحيرة عاصمة ملكهم وحصلت لهم سلطة واسعة النطاق هذا بعد الميلاد ، وأمّا قبله أسّسوا أقدم مملكة في بابل سنة ألف ومائتين بعد الهبوط وقبل الميلاد ومدّت أطناب ملكهم في شرق الدنيا وغربها فضلا عن سامرّاء ونواحيها.
وقال أيضا (٢) : أضحت الحيرة بعد عهد جذيمة الأبرش مركزا مهمّا للعرب ،
__________________
(١) تاريخ الحيرة : ١١٥.
(٢) نفسه : ٨.