ولا إلى شيء من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطّى البيت فغرق في الماء وما زال يضطرب حتّى مددت يدي إليه فخلّصته ، فلمّا أخرجته غشي عليه وبقي ساعة وعاد صاحبه الثاني إلى فعل صاحبه فناله مثل ذلك ، فبقيت مبهوتا ، فقلت لصاحب البيت : المعذرة لله وإليك ، فو الله ما علمت الخبر وإلى من أجيء وأنا تائب إلى الله ، فما التفت إلى شيء ممّا قلنا وما انتقل عمّا كان فيه ، فها لنا ذلك وانصرفنا عنه ، وقد كان المعتضد ينتظرنا ، وقد تقدّم إلى الحجّاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أيّ وقت كان ، فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر ، فحكينا له ما رأينا ، فقال : ويحكم ، لقيتم أحدا قبل اجتماعي معكم؟ قلنا : لا. فقال : أنا نفي من جدّي ، وحلف بأشدّ أيمان له ، أيّ رجل منّا بلغه هذا الخبر ليضربنّ أعناقنا ، فما جسرنا أن نحدّث به إلّا بعد موته.
وكانت الدار على هذه الحالة وكانت التولية والسدانة بيدهم وإذا بدت الدار ثلمة يسدّونها ويعمرونها.
وتقدّم آنفا أنّ أبا الطيب قال : بادرت إلى البصري خادم الموضع .. الخ.
ونصبوا على الحائط شباكا مشرفا على الشارع وبعض الناس يزور الإمامين عليهماالسلام من وراء الشبّاك ولا يدخل البيت. وكانت الحالة على ذلك إلى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، فلمّا أخليت محلّة عسكر أيضا حتّى لم يبق فيها إلّا خان وبقال للمارّة تعيّن من بغداد في السنة المذكورة نفر للسدانة فكانوا يجيئون مع الزوّار ويرجعون كما صرّح بذلك العلّامة الخبير الشيخ محمّد السماوي أدام الله وجوده في وشايح السرّاء (١) بقوله :
وكانت القبور وسط الدار |
|
وقيّم منهم لها يداري |
__________________
(١) وشايح السرّاء : ٢٧.