نسائهم وقتلوا رجالهم وذبحوا أطفالهم ونهبوا أموالهم ، ولم يبق منهم إلّا قليل نجّاهم الأسر والاسترقاق ، فهم أسراء مشدودي الوثاق ، فأكثر سكنة تلك الأقطار إمّا مريض أو مجروح أو مذبوح على التراب مطروح.
ثمّ آل الأمر إلى أن استولوا على تلك الديار فدخلوا في أصل البلدة وتصرّفوا في كلّ دار وعقار ، وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة ، فحبسوا الملك وقتلوا أكثر الأمراء مع بعض السكنة ، وباد بقيّة أهلها ، وخرّبوا سبلها وجبلها ، ولم يبق من أوطانها إلّا مقرّ يتيم ذي مقربة أو مسكن مسكين ذي متربة ، فيا أسفا على الديار وأهلها ، ولا سيّما الخلّان والأصدقاء ، وواحزناه على تخريب المدارس والمعابد ، وفقدان العلماء والفضلاء والصلحاء ، ووامصيبتاه على اندراس كتب الفقهاء وانمحاء آثارهم بين الأذكياء الطالبين للاهتداء.
وقال أيضا في ترجمة محمّد بن تاج الدين حسن بن محمّد الأصفهاني الملقّب بالفاضل الهندي ما نصّه : وفي سنة ١١٣٦ دخل أصبهان أميرهم المردود المسمّى بسلطان محمود مع جميع الأتباع والجنود ، وبعد انتهاء الأمر إلى إلجاء أهل البلدة إلى التسليم والتمكين من أولئك الملاعين ، وفتح أبواب المدينة على وجوه تلك الكفرة بدون مضايقة بمقدار حين وجلس على سرير السلطنة فيها بمحض وروده الغير مسعود ، ثمّ أمر فيها بإهلاك جماعة من عظماء تلك الدولة العليّة ، وكبراء الفرقة الصفويّة ، وبعد حكمه بحبس سلطانهم الشهيد المظلوم الشاه سلطان حسين بن الشاه سليمان المبرور المرحوم وهم كانوا أربعة من إخوانه العظام ، وأربعة وعشرين من أولاده المنتجبين الفخام ، وذلك في أواخر جمادى الأولى من شهور سنة السبع والثلاثين والمائة بعد الألف.
ثمّ أمر بعد ذلك بقتل ستّة أفاخم من أركان الدولة وذوي أسمائهم الذين كانوا من أرباب الصولة وهم صائمون متعبّدون في اليوم السابع والعشرين من شهر