إلى ذراع فوق القامة ، مكسوّة بالرخام الصقيل ، كما أنّ أرضها كذلك ، وما فوق القامة من جدرانها إلى تمام السقوف مغشّى بالمرايا الملوّنة والنجارة الهندسيّة البديعة والفسيفساء ، وبها كتابات ثلاث كالنطاق بلون أصفر عربيّ جليّ هي سورة هل أتى وإنّا أنزلناه وعمّ يتسائلون ، وفوق ذلك كلّه أسماء الأئمّة الإثنى عشر والنبيّ وفاطمة سلام الله عليهم بهذه الصورة : (اللهمّ صلّ على النبيّ صلىاللهعليهوآله) (اللهمّ صلّ على فاطمة) (اللهمّ صلّ على عليّ) إلى آخر الأئمّة ، وهذا كالنطاق داخل القبّة مرّتان ، وفي حواشي ذلك أبيات فارسيّة في مدح أهل البيت عليهمالسلام كما أنّ في أسفل الكتابات أيضا عدّة أبيات.
ولها أربعة أبواب : اثنان من جهة الشمال وهما خلف ضريح العسكريّين عليهماالسلام لا ينفذان إلى الرواق ، خلفهما شبّاك من النحاس الأصفر ، واثنان من جهة القبلة ، وهذان البابان من الفضّة كلّ واحد منهما أثمن من باب الرواق ، ومن هذين البابين الخروج والدخول إلى الحضرة المقدّسة ، وفي وسط هذه الرحبة الشريفة ضريح العسكريّين عليهماالسلام وضريح نرجس أمّ الإمام الحجّة عليهالسلام وضريح السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليهالسلام وقد وضع على كلّ واحد صندوق من الخشب الساج مرصّع بالعاج المنقوش محاط بشبّاكين ؛ الأوّل ما يلي الصندوق الخشبي من الفولاذ الذي كان من الآثار الباقية للسلطان حسين الصفوي كما تقدّم ، والثاني من الفضّة ، ونصب الشبّاك الفضّي في شهر صفر سنة ١٣٦٠ ، وكان أصل الشبّاك موضوعا على الحضرة الحسينيّة عليهالسلام فنقل من كربلاء إلى سامرّاء بعد إصلاحه ثمّ أبدل ذاك الشبّاك بشبّاك جديد فضّيّ مذهّب لم ير أحسن منه ، وعلى هذا السور والبناء تكون القبّة المعظّمة ظاهرها مصفّح بصفائح الذهب الخالص ومرتفعة إلى شاهق ومكتوب في ظاهرها سورة الفتح ، والكتابة كالنطاق كما سيأتي بيانه في محلّه.