فلما ان تكامل حملها ووضعت سيدى الشيخ عدى وكمل له من العمر سبع سنين وقيل أكثر من ذلك فبينما هو يلعب بالكرة مع الصبيان اذ مر به مسلمة وعقيل فقال مسلمة لعقيل أتعرف هذا الشاب فقال له من هو هذا قال هو عدى بن مسافر فسلم بنا عليه فسلما عليه فرد عليهماالسلام مرتين فقال له مسلمة سلمنا عليك مرة رددت علينا مرتين لم هذا قال المرة الزائدة عوض عن السلام الذى سلمتم علىّ فى بطن أمى ولولا حرمة الشرع لرددت عليكما السلام وأنا فى بطن أمى فاقتدى بهما وصار له نسبة بهما ثم انه شرب الفتوّة لحميد الاندلسى وحميد الاندلسى شرب لجعفر البالسى وجعفر البالسى شرب لابى الفتح الحمصى وأبو الفتح الحمصى شرب لاسد الغبى وأسد الغبى شرب لجعفر الكوفى وجعفر الكوفى شرب للقاضى شريح بالبصرة والقاضى شريح بالبصرة شرب لامير المؤمنين علىّ بن أبى طالب وأمير المؤمنين على بن أبى طالب شرب من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحكى عن الشيخ عبد القادر الكيلانى رضى الله عنه انه كان ذات يوم يعظ الناس على المنبر فكان يتكلم فى التصوّف ثم ترك التصوّف وتكلم فى المحبة وقال كلامى لهذه الشجرة ثم تكلم وقال كلامى لهذا الطائر الذى على الشجرة وصار يردّد الكلام الى أن فرغ ثم نزل عن المنبر وجلس بين أصحابه فلما استقر فى الجلوس راح الطير الى حال سبيله فقال بعض أصحاب الشيخ يا سيدى أراك فى هذا اليوم مخاطبا للطير ولم تشر الى أحد من الجماعة بالكلام فقال ما تدرون من الطائر الذى على هذه الشجرة قالوا الله أعلم فقال الشيخ هذا عدى بن مسافر جاء من بلاده فى صفة هذا الطير وحط على الشجرة ثم قال يا عبد القادر تكلم فى المحبة فتكلمت من أجله فى المحبة وكان هذا الشيخ أبو المحاسن يوسف من أكابر المشايخ وبالمقام جماعة من خلفاء سيدى عدى ابن مسافر ثم تخرج من التربة فتأخذ مشرقا قاصدا الى تربة الشيخ محمد القدسى وهى على شرعة الطريق مشهورة لان هذا الشيخ محمد القدسى من كبار الصالحين وقيل انه يرجع الى الشيخ محمد القدسى الكبير الذى دفن ببيت المقدس وبحرى تربته حوش فيه قبر المرأة الصالحة لبابة بنت القاضى بكار هكذا نقل عنها مشايخ الزيارة وهذا غير صحيح لانه لم يذكر أحد من علماء التاريخ ان لبكار بمصر بنتا يقال لها لبابة ويحتمل أن تكون هذه من الصالحات تزار بحسن النية ومعها فى الحوش الشيخ عبد الله العراقى ومجاهد وفى حوشها قبر الشيخ أبى بكر النحوى والى جانبه قبر العراقى ومن قبلى تربة القدسى تربة فيها قبر الشيخ أبى القاسم اسماعيل الدميرى المعروف بالبزاز فى التربة المقابلة لتربة سيف