الآن كوم تراب على شفير الخندق فيما بين الورادى وأبى زرارة معروف ظاهر يتداوله الخلف عن السلف
ذكر تربة الشيخ الامام الفقيه عبد المحسن بن احمد الورادى المعروف بقيم مسجد شطا بالبروج كان حسن التقوى منذ اشتغل بعبادة الله تعالى وقراءة العلم قال أبو منصور وكان يجتمع بالخضر وكان يصلى معه الخمس وكان اذا رآه أهل مركب وقد خافوا من العدوّ أتوه فيدعو بتغيير الهواء فيرجع بها وان كانوا تجارا دخلوا المينة وكانوا يعرفونه بالدين والورع والزهد والمكاشفة وكان يقول وددت لو حججت وهو يقف كل عام بعرفة قال ابن ميسر فى تاريخه وكان معه رجل من أهل دمياط يقال له أبو اليسر فما شعر الا وهو بمكة وقت الظهر فاشتغل بمشاهدة البيت وطلب الشيخ فلم يجده فوقف يبكى فقال له رجل من بنى شيبة ما بك يا اخى فقال كنت الساعة بدمياط فقال له لعلك جئت مع الشيخ قال نعم فقال له اجلس الى وقت العصر فجلس ولم يشتغل بغيره فاذا هو قد جاءه فتبعه فاذا هو بدمياط فقال له يا سيدى ادع لى فقال ليس لك بذلك عادة فأخبره خبره فقال له اكتم عنى فذهب الرجل وأخبر أهله فتسامع الناس وأتوا منزله فطال بهم المكث ولم يخرج الشيخ فقالت لهم امرأة والله انه ذهب الى مصر فخرجوا فى أثره فلما أتوا الى مصر استخبروا عنه فقالوا هذا رجل مات بالامس بجامع مصر ونزل الفايز ومشى فى جنازته مات سنة خمس وسبعين واربعمائة وبالتربة أيضا قبر الرجل الصالح الشيخ غالى المزين وعلى باب هذه التربة قبور المراديين معروفون بالخير والصلاح والمكان مبارك معروف باجابة الدعاء والى جانبهم من الجهة البحرية تربة بها جماعة من التميميين من أهل الخليل منها قبر مكتوب عليه أحمد بن صالح التميمى الخليلى وقبليهم مقبرة بنى الفرات وهى زريبة ذات محاريب قال المولف رأيت بها قبرا مكتوبا عليه هذا قبر القاضى الامين صفى الدين أبى محمد عبد الوهاب ابن أبى الطاهر اسماعيل بن مظفر بن الفرات وفاته مشهورة فى شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين وخمسمائة وتحت جدارهم من الغرب قبر الشاب التائب المقتول ظلما ومن قبلى الورادى قبر الفقيه الامام ضياء الدين عبد الرحمن بن محمد القرشى المدرس بالناصرية بمصر مات سنة ست عشرة وستمائة حكى عنه قال بت ليلة من الليالى بمسجد فى بعض البلاد فجاء الامام فباحثنى فوجدته رافضيا وعلم اننى من أهل السنة فقال لى اياك أن تبيت بهذا المسجد وأراد أن يخرجنى ليفترسنى سبع كان يلتقط الناس من باب المسجد فلما خرجت جاءنى السبع ففررت منه الى خلف جدار المسجد فحسب أنى دخلت المسجد